الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب (نسخة منقحة)
وروينا هذه الآبيات من طرق عن سفيان بن عيينة عن يحيى بن سعيد الأنصاري وهذا أكمل الروايات فيها.حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي قال حدثنا أبي قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا قاسم بن محمد إملاء قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا سفيان بن عيينة قال سمعت عمرو بن دينار قال قلت لعروة بن الزبير كم لبث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قال عشر سنين فقلت إن ابن عباس يقول لبث بمكة بضعة عشرة سنة فقال إنما أخذه من قول الشاعر.قال سفيان بن عيينة وأخبرنا يحيى بن سعيد قال سمعت عجوزًا من الأنصار يقول رأيت ابن عباس يختلف إلى صرمة بن قيس يتعلم منه هذه الأبيات: فذكر الأبيات كما ذكرتها سواء إلى آخرها قال أبو عمر ومات أبوه عبد الله بن عبد المطلب وأمه حامل به وقيل بل توفي أبوه بالمدينة والنبي صلى الله عليه وسلم ابن ثمانية وعشرين شهرًا وقبره بالمدينة في دار من دور يني عدي بن النجار وكان خرج إلى المدينة يمتار تمرًا وقيل بل خرج به إلى أخواله زائرًا وهو ابن سبعة أشهر وقيل بل توفي أبوه وهو ابن شهرين فكفله جده عبد المطلب وفي خبر سيف بن ذي يزن مات أبوه وأمه فكفله جده وعمه وقد قيل إن عبد الله ابن عبد المطلب توفي والنبي صلى الله عليه وسلم ابن ثمانية وعشرين شهرًا.وروى ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال بعث عبد المطلب ابنه عبد الله يمتار تمرًا من يثرب فمات بها وكانت وفاته وهو شاب عند أخواله بنى النجار بالمدينة ولم يكن له ولد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفيت أمه آمنة بالأبواء بين مكة والمدينة وهو ابن ست سنين وقيل ابن سبع سنين وقال محمد بن حبيب في كتاب المحبر توفيت أمه صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثمان سنين قال توفي جده عبد المطلب بعد ذلك بسنة وأحد عشر شهرًا سنة تسع من أول عام الفيل وقيل إنه توفي جده عبد المطلب وهو ابن ثمان سنين وقيل بل توفي جده وهو ابن ثلاث سنين فأوصى به إلى أبي طالب فصار في حجر عنه أبي طالب حتى بلغ خمس عشرة سنة وكان أبو طالب يحبه ثم انفرد بنفسه وكان مائلًا إلى عمه أبي طالب لوجاهته في بني هاشم وسنه وكان مع ذلك شقيق أبيه وخرج النبي صلى الله عليه وسلم مع عمه في تجارة إلى الشام سنة ثلاث عشرة من عام الفيل فرآه بحيرا الراهب فقال احتفظوا به فإنه نبي وشهد بعد ذلك بثمان سنين يوم الفجار وذلك سنة إحدى وعشرين وخرج إلى الشام في تجارة لخديجة بنت خويلد فرآه نسطور الراهب وقد أظلته غمامة فقال هذا نبي وذلك سنة خمس وعشرين وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد بن أسد بعد ذلك بشهرين وخمسة عشرين يومًا في عقب صفر سنة ست وعشرين وذلك بعد خمس وعشرين سنة وشهرين وعشرة أيام من يوم الفيل وقال الزهري كانت سن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تزوج خديجة إحدى وعشرين سنة.وقال أبو بكر بن عثمان وغيره كان يومئذ ابن ثلاثين سنة وقالوا وخديجة يومئذ أربعين سنة ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بنيان الكعبة وتراضت قريش بحكمه في وضع الحجر الأسود بعد ذلك بعشر سنين وذاك سنة ثلاث وثلاثين.قال أبو عمر رضي الله عنه لو صح هذا لكانت سن خديجة يوم تزوجها خمسًا وأربعين سنة وقال محمد بن جبير بن مطعم بنيت الكعبة على رأس خمس وعشرين سنة من عام الفيل وقيل بل كان بين بنيان الكعبة وبين مبعث النبي صلى الله عليه وسلم خمس سنين ثم نباه الله تعالى وهو ابن أربعين سنة وكان أول يوم أوحى الله تعالى إليه فيه يوم الاثنين فأسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره ثلاث سنين أو نحوها ثم أمره الله تعالى بإظهار دينه والدعايا إليه فأظهره بعد ثلاث سنين من مبعثه وقال الشعبي أخبرت أن إسرافيل تراءى له ثلاث سنين.حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن إسمعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين ووكل به إسرافيل عليه السلام ثلاث سنين ثم وكل به جبرائيل عليه السلام.قال وأخبرنا أحمد بن حنبل قال حدثنا هشيم قال حدثنا داود ابن أبي هند عن الشعبي قال نبىء النبي صلى الله عليه وسلم فذكر مثله قال ثم بعث إليه جبريل عليه السلام بالرسالة.قال وأخبرنا أحمد بن حنبل قال حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن عامر الشعبي قال نزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل عليه السلام ثلاث سنين فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل عليه القرآن على لسانه فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل عليه السلام فنزل القرآن على لسانه عشرين سنة.وقيل كان مبعثه صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة وشهرين وعشرة أيام وقيل بل كان مبعثه صلى الله عليه وسلم لتمام أربعين سنة من مولده يوم الاثنين لليلتين خلتا من ربيع الأول سنة أربعين وممن قال إنه عليه السلام نبي وهو ابن أربعين سنة عبد الله بن عباس ومحمد بن جبير بن مطعم وقباث بن أشيم وعطاء وسعيد ابن المسيب وأنس بن مالك وهو الصحيح عند أهل السير وأهل العلم بالأثر فلما دعا قومه إلى دين الله نابذوه فأجاره عمه أبو طالب ومنع منه قريشًا لأنهم أرادوا قتله لما دعاهم إليه من ترك ما كانوا عليه وآباؤهم ومفارقته لهم في دينه وتسفيه أحلامهم في عبادة أصنام لا تبصر ولا تسمع ولا تضر ولا تنفع فلم يزل في جوار عمه أبي طالب إلى أن توفي أبو طالب وذلك في النصف من شوال في السنة الثامنة وقيل العاشرة من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم وحصرت قريش النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته بني هاشم ومعهم بنو المطلب في الشعب بعد المبعث بست سنين فمكثوا في ذلك الحصار ثلاث سنين وخرجوا منه أول سنة خمسين من عام الفيل.وتوفي أبو طالب بعد ذلك بستة أشهر وتوفيت خديجة بعده بثلاث أيام وقد قيل غير ذلك وولد عبد الله بن عباس رضي الله عنه في الشعب قبل خروج بني هاشم منه وقيل إنه ولد قبل الهجرة بثلاث سنين وكان ابن ثلاث عشرة سنة يوم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو طالب قد أسلم ابنه عليًّا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أن قريشًا أصابتهم أزمة شديدة وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس عمه ومن كان من أيسر بني هاشم يا عباس إن أخاك أبا طالب كثير العيال فانطلق بنا لنخفف عنه من عياله فقال نعم فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقال له إنا نريد أن نخفف عنك من عيالك حتى يكشف الله عن الناس ما هم فيه فقال لهما أبو طالب إذا تركتما لي عقيلًا فاصنعا ما شئتما فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا فضمه إليه وأخذ العباس جعفرًا فضمه إليه فلم يزل علي رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ابتعثه الله نبيًا وحتى زوجه من ابنته فاطمة على جميعهم الصلاة والسلام.وتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة وهو ابن خمس وعشرين سنة على اختلاف في ذلك وقد ذكرناه.وكان موتها بعد موت عمه بأيام يسيرة قبل ثلاثة أيام وقيل سبعة وقيل كان بين موت أبي طالب وموت خديجة شهر وخمسة أيام وتوفي أبو طالب وهو ابن بضع وثمانين سنة وتوفيت خديجة وهي ابنة خمس وستين سنة فكانت مصيبتان توالتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بوفاة عمه ووفاة خديجة رضي الله عنها وقيل توفيت خديجة بعدما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع وعشرين سنة وستة أشهر وأربعة أيام قبل الهجرة بثلاث سنين وثلاثة أشهر ونصف شهر.وفي عام وفاة خديجة تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة وعائشة ولم يتزوج على خديجة حتى ماتت رضي الله عنها وكانت وفاة أبي طالب وخديجة قبل الهجرة بثلاث سنين وقيل بسنة وقيل كانت وفاتهما سنة عشر من المبعث في أولها والله أعلم.حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا محمد بن الأعلى الصنعاني قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأخبرنا خلف بن قاسم قال حدثنا محمد بن القاسم بن معروف قال حدثنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا يحيى ابن معين قال حدثنا هاشم بن يوسف عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبيه ولفظهما والمعنى سواء قال لما حضرت أبا طالب الوفاة دخل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل بن هشام وعبد الله ابن أبي أمية فقال: «يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله». فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا به حتى كان آخر شيء تكلم به على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لأستغفرن لك ما لم أنه عنك». فنزلت: {وما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد أن تبين لهم}. [التوبة: 113]. إلى آخر الآية ونزلت: {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}. الآية [القصص: 6].قال ابن شهاب قال عروة بن الزبير ما زالوا يعني قريشًا كافين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات أبو طالب ولم تمت خديجة فيما ذكر ابن إسحاق وغيره إلا بعد الإسراء وبعد أن صلت الفريضة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.قال أبو عمر قال ابن إسحاق وغيره لما توفي أبو طالب وتوفيت خديجة بأيام يسيرة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ومعه زيد بن حارثة وطلب منهم المنعة فأقام عندهم شهرًا ولم يجد فيهم خيرًا ثم رجع إلى مكة في جوار المطعم بن عدي قيل كان ذلك سنة إحدى وخمسين من عام الفيل وفيها قدم عليه جن نصيبين بعد ثلاثة أشهر فاسلموا.وأسرى به إلى بيت المقدس بعد سنة ونصف من حين رجوعه إلى مكة من الطائف سنة اثنتين وخمسين وقد ذكرنا الاختلاف في تاريخ الإسراء في كتاب التمهيد عند ذكر فرض الصلاة والحمد لله.قال ابن شهاب عن ابن المسيب عرج به صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس وإلى السماء قبل خروجه إلى المدينة بسنة وقال غيره كان بين الإسراء إلى اليوم الذي هاجر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة وشهران وذلك سنة ثلاث وخمسين من عام الفيل.قال أبو عمر قال ابن إسحاق وغيره مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مبعثه بمكة إلى أن أذن الله له بالهجرة داعيًا إلى الله صابرًا على أذى قريش وتكذيبهم له إلا من دخل في دين الله منهم واتبعه على ما جاء به ممن هاجر إلى أرض الحبشة فارًا بدينه ومن بقي بمكة في منعة من قومه حتى أذن له الله بالهجرة إلى المدينة وذلك بعد أن بايعه وجوه الأوس والخزرج بالعقبة على أن يؤووه وينصروه حتى يبلغ عن الله رسالته ويقاتل من عانده وخالفه فهاجر إلى المدينة وكان رفيقه إليها أبو بكر الصديق رضي الله عنه لم يرافق غيره من أصحابه وكان يخدمهما في ذلك السفر عامر بن فهيرة وكان مكثه بمكة بعد أن بعثه الله عز وجل ثلاث عشرة سنة وقيل عشر سنين وقيل خمس عشرة سنة والأول أكثر وأشهر عند أهل السير.ثم أذن الله له بالهجرة إلى المدينة يوم الاثنين فخرج معه أبو بكر إليها وكانت هجرته إلى المدينة في ربيع الأول وهو ابن ثلاث وخمسين سنة وقدم المدينة يوم الاثنين قريبًا من نصف النهار في الضحى الأعلى لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول هذا قول ابن إسحاق وقال ابن إسحاق وغيره كانت بيعة العقبة حين بايعته الأنصار في أوسط أيام التشريق في ذي الحجة وكان مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بعد العقبة بشهرين وليال وخرج لإهلال ربيع الأول وقدم المدينة لاثنتي عشرة ليلة مضت منه.قال أبو عمر وقد روى عن ابن شهاب أنه قدم المدينة لهلال ربيع الأول وقال عبد الرحمن بن المغيرة قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة إحدى وقال الكلبي خرج من الغار ليلة الاثنين أول يوم من ربيع الأول وقدم المدينة يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت منه.قال أبو عمر وهو قول ابن إسحاق إلا في تسمية اليوم فإن ابن إسحاق يقول يوم الاثنين والكلبي يقول يوم الجمعة واتفقا لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول وغيرهما يقول لثمان خلت منه فالاختلاف في تاريخ قدومه المدينة كما ترى.قال ابن إسحاق فنزل علي أبي قيس كلثوم بن الهدم بن امرئ القيس أحد بني عمرو بن عوف فأقام عنده أربعة أيام وقيل بل كان نزوله في بنى عمرو ابن عوف على سعد بن خثيمة والأول أكثر فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس وأسس مسجدهم وخرج من بني عمرو بن عوف منتقلًا إلى المدينة فأدركته الجمعة في بني سالم فصلاها في بطن الوادي ثم ارتحل إلى المدينة فنزل على أبي أيوب الأنصاري فلم يزل عنده حتى بنى مسجده في تلك السنة وبنى مساكنه ثم انتقل وذلك في السنة الأولى من هجرته.وقال غير ابن إسحاق نزل في بني عمرو بن عوف يوم الاثنين ويوم إلى الجمعة ثم خرج عندهم غداة يوم الجمعة على راحلته معه الناس حتى مر ببني سالم لوقت الجمعة فجمع بينهم وهي أول جمعة جمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثم ركب لا يحرك راحلته وهو يقول دعوها فإنها مأمورة فمشت حتى بركت في موضع مسجده الذي أنزله الله في بني النجار فنزل عشية الجمعة سنة ثلاث وخمسين من عام الفيل ومن مقدمة المدينة أرخ التاريخ في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولم يغز رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه تلك السنة وآخى بين المهاجرين والأنصار بعد ذلك بخمسة أشهر وبعث عمه حمزة في جمادى الأولى فكان أول من غزا في سبيل الله وأول من عقدت له راية في الإسلام خرج في ثلاثين راكبًا إلى سيف البحر فلقوا أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة من قريش فحجز بينهم رجل من جهينة فافترقوا من غير قتال ثم بعث عبيدة بن الحارث في خمسين راكبًا يعارض عيرًا لقريش فلقوا جمعًا كثيرًا فتراموا بالنبل ولم يكن بينهم مسايفة.وقيل إن سرية عبيدة كانت قبل سرية حمزة وفيها رمى سعد وكان أول سهم رمي في سبيل الله وقيل أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن جحش والأول أصح والله أعلم.والأكثر على أن سرية عبد الله بن جحش كانت في سنة اثنتين في غرة رجب إلى نخلة وفيها قتل ابن الحضرمي لليلة بقيت من جمادى الآخرة ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الكفر من العرب وبعث إليهم السرايا وكانت غزواته بنفسه ستًا وعشرين غزوة هذا أكثر ما قيل في ذلك.وكانت أشرف غزواته وأعظمها حرمة عند الله وعند رسوله وعند المسلمين غزوة بدر الكبرى حيث قتل الله صناديد قريش وأظهر دينه وأعزه الله من يومئذ وكانت بدر في السنة الثانية من الهجرة لسبع عشرة من رمضان صبيحة يوم الجمعة وليس في غزواته ما يعدل بها في الفضل ويقرب منها إلا غزوة الحديبية حيث كانت بيعة الرضوان وذلك سنة ست من الهجرة وكانت بعوثه وسراياه خمسًا وثلاثين من بين بعث وسرية.قال أحمد بن حنبل وغيره عن وكيع عن أبيه وإسرائيل عن أبي إسحاق قال سألت زيد بن أرقم كم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تسع عشرة غزوة وغزوت معه سبع عشرة وسبقني بغزوتين واعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عمر وفي قول من جعله قارنًا في حجة أربع عمر وقد بينا ذلك في كتاب التمهيد.وافترض عليه الحج بالمدينة وكذلك سائر الفرائض فيما أمر به أو حرم عليه إلا الصلاة فإنها افترضت عليه حين أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وذلك بمكة ولم يحج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة غير حجة الوداع وذلك سنة عشر من الهجرة.
|