الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الاستيعاب في معرفة الأصحاب **
سعد بن الأخرم يختلف في صحبته ويختلف في حديثه. روى عيسى بن يونس عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه أو عن عمه - شك الأعمش - قال: سألت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل لي: هو بعرفة فلما انتهيت إليه دفعت عنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دعوه فإرب ما جاء به " الحديث. وعند الأعمش له حديث آخر رواه حفص بن غياث عن الأعمش عن شمر بن عطية عن المغيرة بن سعد بن أخرم عن أبيه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا ". قال أبو عمر: غير بعيد رواية مثله عن ابن مسعود. سعد بن الأطول بن عبيد الله ويقال: ابن عبد الله بن خالد بن واهب الجهني. يكنى أبا مطرف ويقال: أبا قضاعة له صحبة ورواية وله أخ يسمى يسار بن الأطول مات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. سعد بن إياس أبو عمرو الشيباني ويقال البكري من بني شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل صاحب ابن مسعود أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال: أذكر أني سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلاً لأهلي بكاظمة فقيل: خرج نبي بتهامة. وقال: انتهى شبابي يوم القادسية أربعين سنة. مات سنة خمس وتسعين وهو ابن مائة وعشرين سنة روى عنه جماعة من الكوفيين. سعد بن تميم السكوني ويقال: الأشعري أبو بلال بن سعد الواعظ الشامي الدمشقي له صحبة ورواية. حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا الحوطي حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن العلاء بن زيد قال: سمعت بلال بن سعد يحدث عن أبيه قال: قلت يا رسول الله ما للخليفة علينا بعدك قال: مثل مالي ما رحم ذا الرحم وأقسط في القسط وعدل في القسمة ". سعد بن الحارث بن الصمة قد ذكرنا نسبه في باب أبيه صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد مع علي صفين وقتل يومئذ وهو أخو جهيم بن الحارث بن الصمة. سعد بن حارثة الساعدي سعد بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج ابن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي شهد أحداً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل يوم اليمامة شهيداً. وحبتة هي بنت مالك من بني عمرو بن عوف وهو سعد بن بجير بن معاوية بن سلمى بن بجيلة حليف لبني عمرو بن عوف الأنصاري. روى من حديثه حرام بن عثمان. عن محمد بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد ابن حبتة يوم الخندق يقاتل قتالاً شديداً وهو حديث السن فدعاه فقال له: " من أنت يا فتى قال: سعد ابن حبتة. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " أسعد الله جدك اقترب مني " فاقترب منه فمسح على رأسه. وذكر ابن الكلبي قال: حدثني أبو قتادة بن ثابت بن أبي قتادة الأنصاري عن أبيه عن جده أن أبا قتادة قال: لما خرجت في طلب صرح النبي صلى الله عليه وسلم لقيت مسعدة فضربته ضربة أثقلته وأدركه سعد ابن حبتة فضربه فخر صريعاً فاحفظوا ذلك لولد سعد ابن حبتة. قال أبو عمر: لا يختلفون أن أبا يوسف القاضي هو يعقوب بن إبراهيم ابن حبيب بن خنيس بن سعد ابن حبتة الأنصاري. وجد أبي يوسف خنيس فيما ذكر ابن الكلبي هو صاحب جهار سوج خنيس بالكوفة وتفسير جهار سوج بالعربية رحبة مربعة تفترق منها اربعة طرق وولي القاضي أبو يوسف للمهدي ثم من بعده للهادي ثم للرشيد بعده إلى أن توفى في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين ومائة. وقال ابن الكلبي: سعد ابن حبتة هو سعد بن عوف بن بجير بن معاوية وأمه حبتة بنت مالك من بني عمرو بن عوف جاءت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له وبرك عليه ومسح على رأسه. ومن ولده النعمان بن سعد الذي روى عن علي. ومن ولده أيضاً خنيس بن سعد. ومن ولده أيضاً أبو يوسف القاضي يعقوب بن إبراهيم بن خنيس بن سعد ابن حبتة. قال أبو عمر: سعد ابن حبتة ممن استصغر يوم أحد هو والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وأبو سعيد الخدري وزيد بن حارثة الأنصاري. سعد بن حمار بن مالك الأنصاري هو اخو كعب بن حمار حليف لبني ساعدة من الأنصار. قتل يوم اليمامة شهيداً وكان قد شهد أحداً وما بعدها من المشاهد. سعد بن الحنظلية والحنظلية هي أم جده وهو سعد بن الربيع بن عمرو بن عدي يكنى أبا الحارث استصغر يوم أحد هو أخو سهل ابن الحنظلية وهما من بني حارثة من الأنصار وقد قيل: إن سعد بن الحنظلية أبوه يسمى عقيباً ولهما أخ يسمى عقبة. وقد قيل: إن الحنظلية أمه وأم أخويه. سعد بن خولي من المهاجرين الأولين ذكر إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق قال: وممن شهد بدراً من بني عامر بن لؤي سعد بن خولي حليف لهم من أهل اليمن. سعد بن خولي مولى حاطب بن أبي بلتعة وهو رجل من مذحج أصابه سباء وقيل هو من الفرس شهد بدراً هكذا قال أبو معشر: سعد بن خولى مولى حاطب رجل من مذحج. وقال ابن هشام: سعد مولى حاطب رجل من كلب وقال غيره أيضاً كذلك. ولم يختلفوا أنه شهد بدراً هو ومولاه حاطب بن أبي بلتعة قتل يومئذ شهيداً وفرض عمر بن الخطاب لابنه عبد الله بن سعد في الأنصار. روى عنه إسمعيل بن أبي خالد. وقد قيل: إنه قتل يوم أحد فإن كان قتل يوم أحد فحديث إسمعيل عنه مرسل وقد روى عنه جابر ابن عبد الله. سعد بن خولة من بني عامر بن لؤي من أنفسهم عند بعضهم وعند بعضهم هو حليف لهم. وقال بعضهم: إنه مولى أبي رهم بن عبد العزي العامري قال ابن هشام: هو من اليمن حليف لبني عامر بن لؤي وقاله أبو معشر. وقال غيره: كان من عجم الفرس وكان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية في قول الواقدي. وفي قول ابن إسحاق أيضاً فيما ذكره ابن هشام عن زياد عن ابن إسحاق وذكره ابن هشام أيضاً عن زياد عن ابن إسحاق فيمن شهد بدراً وتابع ابن هاشم على ذلك معتمر بن سليمان عن أبيه في البدريين. وذكره موسى بن عقبة في البدريين في بني عامر بن لؤي وكان زوج سبيعة الأسلمية ولدت بعد وفاته بليال فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد حللت فانكحي من شئت ". وقد ذكرنا خبر سبيعة في بابها من هذا الكتاب. ذكر عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري. عن عبيد الله بن عبد الله قال: أرسل مروان عبد الله بن عتبة إلى سبيعة بنت الحارث يسألها عما أفتاها به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أنها كانت عند سعد بن خولة فتوفي عنها في حجة الوداع وكان بدرياً وولدت بعد وفاته بليال فقال: لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد حللت فانكحي من شئت ". ولم يختلفوا في أن سعد بن خولة مات بمكة في حجة الوداع إلا ما ذكره الطبري محمد بن جرير فإنه قال: توفي سعد بن خولة سنة سبع. والصحيح ما ذكره معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن أبيه أنه قال: توفي في حجة الوداع. أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا عبد الله بن جعفر بن الورد حدثنا الحسن ابن عليب وإسحاق بن إبراهيم بن جابر قالا: حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني الليث عن يزيد بن أبي حبيب قال: توفي سعد بن خولة في حجة الوداع. قال أبو عمر رثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة يعني في الأرض التي هاجر منها ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " اللهم أمض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم ". وذلك محفوظ في حديث ابن شهاب عن عامر بن سعد عن أبيه. وروى جرير بن حازم عن عمه جرير بن يزيد عن عامر بن سعد عن أبيه أنه قال: مرضت بمكة فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني فقلت: يا رسول الله أموت بأرضي التي هاجرت منها ثم ذكر معنى حديث ابن شهاب وفي آخره لكن سعد بن خولة البائس قد مات في الأرض التي هاجر منها. وهذا يرد قول من قال: إنه إنما رثى له لأنه مات قبل أن يهاجر وذلك غلط واضح لأنه لم يشهد بدراً إلا بعد هجرته وهذا ما لا يشك فيه ذو لب وقد أوضحنا هذا المعنى في كتاب التمهيد. حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال: حدثنا أحمد بن سليمان بن الحسن حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثنا أبي حدثنا أبي حدثنا إبراهيم بن خالد حدثنا رياح عن معتمر قال: وممن شهد بدراً من بني عامر بن لؤي حاطب ابن عبد العزي وسعد بن خولة. من بني عمرو بن عوف كذا قال ابن إسحاق وغيره ونسبه ابن هشام فقال سعد بن خيثمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرىء القيس بن مالك ابن الأوس الأنصاري عقبي بدري قتل يوم بدر شهيداً. قال أبو عمر: قتله طعيمة بن عدي. وقيل بل قتله عمرو بن عبد ود وقتل حمزة يومئذ طعيمة وقتل علي عمراً يوم الأحزاب وقتل خيثمة أبو سعد ابن خيثمة يوم أحد شهيداً. وكان يقال لسعد بن خيثمة سعد الخير يكنى أبا عبد الله وذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما استنهض أصحابه إلى عير قريش أسرعوا فقال خيثمة بن الحارث لابنه سعد: إنه لا بد لأحدنا أن يقيم فآثرني بالخروج وأقم أنت مع نسائنا فأبى سعد وقال: لو كان غير الجنة لآثرتك به إني لأرجو الشهادة في وجهي هذا فاستهما فخرج سهم سعد فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر فقتل. قال ابن هشام: كتب ابن إسحاق. سعد بن خيثمة في بني عمرو بن عوف وإنما هو من بني غنم بن السلم ولكنه ربما كانت دعوته فيهم فنسبه إليهم. وقيل: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل على سعد بن خيثمة في بني عمرو ابن عوف والأكثر يقولون: إنه نزل على كلثوم بن الهدم في بني عمرو بن عوف ثم انتقل إلى المدينة فنزل على أبي أيوب. سعد بن أبي ذباب دوسي حجازيز روي عنه حديث واحد في زكاة الغسل بإسناد مجهول. ومن ولده الحارث بن عبد الرحمن بن سعد بن أبي ذباب. أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا ابن أبي العقيب حدثنا أبو زرعة الدمشقي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا صفوان بن عيسى وأخبرنا خلف حدثنا ابن أبي العقيب بدمشق حدثنا أبو زرعة حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي جميعاً عن الحارث بن أبي ذباب عن منير بن عبد الله. وفي حديث ابن أبي شيبة منير بن عبد الله عن أبيه عن سعد بن أبي ذباب قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وبايعته فاستعملني على قومي وأبو بكر بعده وعمر بعده. وذكر الخبر وفيه: قلت لعمر: يا أمير المؤمنين ما ترى في العسل قال: خذ منه العشر. فقلت: أين أضعه فقال: ضعه في بيت المال. بن أبي زهير بن مالك بن امرىء القيس بن مالك بن الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي عقبي بدري كان أحد نقباء الأنصار وكان كاتباً في الجاهلية وشهد العقبة الأولى والثانية وشهد بدراً وقتل يوم أحد شهيداً وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أن يلتمس في القتلى وقال من يأتيني بخبر سعد بن الربيع فقال رجل: أنا فذهب يطوف بين القتلى فوجده وبه رمق فقال له سعد بن الربيع: ما شأنك فقال الرجل: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لآتيه بخبرك. قال: فاذهب إليه فأقرأه مني السلام وأخبره أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة وأني قد أنفذت مقاتلي. وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وواحد منهم حي. هكذا ذكر مالك هذا الخبر ولم يسم الرجل الذي ذهب ليأتي بخبر سعد بن الربيع وهو أبي كعب ذكر ذلك ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن جده في هذا الخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد: من يأتيني بخبر سعد بن الربيع فإني رأيت الأسنة قد أشرعت إليه. فقال أبي بن كعب: أنا وذكر الخبر وفيه أقرأ على قومي السلام وقل لهم: يقول لكم سعد بن الربيع: الله الله وما عاهدتم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة فوالله مالكم عند الله عذر إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف وقال أبي فلم أبرح حتى مات فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته. فقال: رحمه الله نصح لله ولرسوله حياً وميتاً. وقال ابن إسحاق: دفن سعد بن الربيع وخارجة بن أبي زيد بن أبي زهير في قبر واحد. وخلف سعد بن الربيع ابنتين فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلثين فكان ذلك أول بيانه للآية في قوله عز وجل: " سعد بن زرارة جد عمرة بنت عبد الرحمن. قيل: إنه أخو أسعد بن زرارة أبي أمامة فإن كان كذلك فهو سعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار وفيه نظر وأخشى ألا يكون أدرك الإسلام لأن أكثرهم لم يذكره. سعد بن زيد الطائي وقيل الأنصاري. مختلف فيه ولا يصح لأنه انفرد بذكره جميل بن زيد عن سعد بن زيد الطائي في قصة المرأة الغفارية التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما نزعت ثيابها رأى بياضاً عند ثدييها فقال لها لما أصبح: إلحقي بأهلك. ويقولون: أنه أخطأ فيه محمد بن أبي حفصة لأن أبا معاوية روى هذا الحديث عن جميل بن زيد عن زيد بن كعب بن عجرة قال: يحيى بن معين جميل بن زيد ليس بثقة. سعد بن زيد الزرقي سعد بن زيد بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي شهد بدراً. الأشهلي قال ابن إسحاق: هو سعد بن زيد بن مالك بن عبيد بن كعب بن عبد الأشهل. شهد بدراً. وقال غير ابن إسحاق: هو سعد بن زيد بن عامر بن عمرو بن جشم بن الحارث بن الخزرج ولم يشهد بدراً. والصواب أنه من بني عبد الأشهل شهد بدراً وما بعدها. وقيل: سعد بن زيد بن سعد الأشهلي شهد العقبة في قول الواقدي خاصة وعند غيره شهد بدراً وما بعدها من المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو عمر: في ذلك نظر أظنهما اثنين. وسعد بن زيد الأنصاري هذا هو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبايا من سبايا بني قريظة إلى نجد فابتاع لهم بها خيلاً وسلاحاً وهو الذي هدم المنار الذي كان بالمشلل للأوس والخزرج. ولسعد بن زيد الأنصاري حديث واحد في الجلوس في الفتنة. آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عمرو بن سراقة وبين سعد بن زيد الأنصاري. روى عن أحدهما سليمان بن محمد بن مسلمة يعد في أهل المدينة. وسعد ابن زيد الطائي الذي روى قصة الغفارية هو غيرهما وقد ذكرته فيما تقدم على أنه قد قيل في ذلك الأنصاري سعد بن زيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر. وتوفي في آخر خلافة عبد الملك بن مروان ذكره محمد بن سعد. سعد أبو زيد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الأنصار كرشي وعيبتي فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ". من حديث إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة عن زيد بن سعد عن أبيه: يعد في أهل المدينة. سعد بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأشهلي هو سلكان بن سلامة أبو نائلة وسلكان لقب واسمه سعد. وقد ذكرناه في الكنى وفي سعد بن سهل بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار الأنصاري شهد بدراً. سعد بن سويد بن قيس بن عامر بن عمار بن الأبجر مذكور في الصحابة لا أعلم له خبراً. سعد بن سويد بن قيس من بني خدرة من الأنصار قتل يوم أحد شهيداً. سعد بن ضميرة الضمري له صحبة أتى ذكره في حديث محلم ابن جثامة صحبته صحيحة وصحبة ابنه ضميرة. سعد بن عائذ المؤذن مولى عمار بن ياسر المعروف بسعد القرظ له صحبة وإنما قيل: له سعد القرظ لأنه كان كلما اتجر في شيء وضع فيه فاتجر في القرظ فربح فلزم التجارة فيه. روى عنه ابنه عمار بن سعد وابن ابنه حفص بن عمر بن سعد جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذناً بقباء فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك بلال الآذان نقل أبو بكر رضي الله عنه سعد القرظ هذا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يزل يؤذن فيه إلى أن مات وتوارث عنه بنوه الآذان فيه إلى زمن مالك وبعده أيضاً. وقد قيل: إن الذي نقله من قباء إلى المدينة للآذان عمر بن الخطاب وقيل إنه كان يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم واستخلفه بلال على الآذان في خلافة عمر حين خرج بلال إلى الشام. وقيل: انتقله عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وذكر ابن المبارك عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: أخبرني حفص بن عمر بن سعد أن جده سعداً المؤذن كان يؤذن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل قباء حتى نقله عمر بن الخطاب في خلافته فأذن له في المدينة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وذكر تمام الخبر. وقال خليفة بن خياط: أذن لأبي بكر سعد القرظ مولى عمار بن ياسر هو كان مؤذنه إلى أن سعد بن عبادة بن دليم بن أبي حليمة ويقال ابن أبي حزيمة بن ثعلبة ابن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي يكنى أبا ثابت وقد قيل أبو قيس والأول أصح وكان نقيباً شهد العقبة وبدراً في قول بعضهم ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق في البدريين وذكره فيهم جماعة غيرهما منهم الواقدي والمدايني وابن الكلبي. وذكره أبو أحمد الحافظ في كتابه في الكنى بعد أن نسب أباه وأمه فقال: شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم قال: ويقال: لم يشهد بدراً وكان عقبياً نقيباً سيداً جواداً. قال أبو عمر: كان سيداً في الأنصار مقدماً وجيهاً له رياسة وسيادة يعترف قومه له بها. يقال: إنه لم يكن في الأوس والخزرج أربعة مطعمون متتالون في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم ولا كان مثل ذلك في سائر العرب أيضاً إلا ما ذكرنا عن صفوان بن أمية في بابه من كتابنا هذا. أخبرنا عبد الرحمن إجازة حدثنا ابن الأعرابي حدثنا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن صالح القرشي أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن نافع عن أبيه نافع قال: مر ابن عمر على أطم سعد فقال لي: يا نافع هذا أطم جده لقد كان مناديه ينادي يوماً في كل حول من أراد الشحم واللحم فليأت دار دليم فمات دليم فنادى منادي عبادة بمثل ذلك ثم مات عبادة فنادى منادي سعد بمثل ذلك ثم قد رأيت قيس بن سعد يفعل ذلك وكان قيس جواداً من أجواد الناس. وبه عن محمد بن صالح قال: حدثني عبد الله بن محمد الظفري قال: حدثني عبد الملك بن عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة أن دليما جدهم كان يهدي إلى مناة صنم كل عام عشر بدنات ثم كان عبادة يهديها كذلك ثم كان سعد يهديها كذلك إلى أن أسلم ثم أهداها قيس إلى الكعبة. وبه عن محمد بن صالح قال: حدثني محمد بن عمر الأسلمي حدثني محمد بن يحيى بن سهل عن أبيه عن رافع بن خديج قال: أقبل أبو عبيدة ومعه عمر رضي الله عنه. فقالا لقيس بن سعد: عزمنا عليك ألا تنحر فلم يلتفت إلى ذلك ونحر فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: إنه من بيت جود. وفي سعد بن عبادة وسعد بن معاذ جاء الخبر المأثور: إن قريشاً سمعوا صائحاً يصيح ليلاً على فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف مخالف قال: فظنت قريش أنهما سعد بن زيد مناة بن تميم وسعد بن هذيم من قضاعة فلما كان الليلة الثانية سمعوا صوتاً على أبي قبيس: الطويل أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصراً ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف أجيبا إلى داعي الهدي وتمنيا على الله في الفردوس منية عارف فإن ثواب الله لطالب الهدى جنان من الفردوس ذات رفارف قال فقالوا: هذان والله سعد بن معاذ وسعد بن عبادة. قال أبو عمر وإليهما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق يشاورهما فيما أراد أن يعطيه يومئذ عيينة بن حصن من تمر المدينة وذلك أنه اراد أن يعطيه يومئذ ثلث أثمار المدينة لينصرف بمن معه من غطفان ويخذل الأحزاب فأبى عيينة إلا أن يأخذ نصف التمر فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة دون سائر الأنصار لأنهما كانا سيدي قومهما كان سعد بن معاذ سيداً لأوس وسعد بن عبادة سيداً لخرزج فشاورهما في ذلك فقالا: يا رسول الله إن كنت أمرت بشيء فافعله وامض له وإن كان غير ذلك فوالله لا نعطيهم إلا السيف. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم أومر بشيء ولو أمرت بشيء ما شاورتكما وإنما هو رأي أعرضه عليكما ". فقالا: والله يا رسول الله ما طمعوا بذلك منا قط في الجاهلية فكيف اليوم وقد هدانا الله بك وأكرمنا وأعزنا. والله لا نعطيهم إلا السيف فسر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا لهما وقال لعيينة بن حصن ومن معه: ارجعوا فليس بيننا وبنيكم إلا السيف ورفع بها صوته. وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بيد سعد بن عبادة فلما مر بها على أبي سفيان - وكان قد أسلم أبو سفيان - قال سعد إذ نظر إليه: اليوم يوم الملحمة. اليوم تستحل المحرمة اليوم أذل الله قريشاً. فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة الأنصار حتى إذا حاذى أبا سفيان ناداه: يا رسول الله أمرت بقتل قومك فإنه زعم سعد ومن معه حين مر بنا أنه قاتلنا وقال: اليوم يوم الملحمة. اليوم تستحل المحرمة اليوم أذل الله قريشاً وإني أنشدك الله في قومك فأنت أبر الناس وأرحمهم وأوصلهم. وقال عثمان وعبد الرحمن بن عوف يا رسول الله والله ما نأمن من سعد أن تكون منه في قريش صولة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يا أبا سفيان اليوم يوم المرحمة اليوم أعز الله قريشاً ". يا نبي الهدى إليك لجا ** جي قريش ولات حين لجاء حين ضاقت عليهم سعة الأر ** ض وعاداهم إله السماء والتقت حلقتا البطان على القو ** م ونودوا بالصيلم الصلعاء إن سعداً يريد قاصمة الظه ** ر بأهل الحجون والبطحاء خزرجي لو يستطيع من الغي ** ظ رمانا بالنسر والعواء وغر الصدر لا يهم بشيء غير ** سفك الدما وسبي النساء قد تلظى على البطاح وجاءت ** عنه هند بالسوءة السوآء إذ تنادى بذل حي قريش ** وابن حرب بذا من الشهداء فلئن أقحم اللواء ونادى ** يا حماة اللواء أهل اللواء ثم ثابت إليه من بهم الخز ** رج والأوس أنجم الهيجاء لتكونن بالبطاح قريش فقعة ** القاع في أكف الإماء فانهينه فإنه أسد الأس ** د لدى الغاب والغ في الدماء قيس ابنه ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اللواء لم يخرج عنه إذ صار إلى ابنه وأبى سعد أن يسلم اللواء إلا بأمارة من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمامته فعرفها سعد. فدفع اللواء إلى ابنه قيس هكذا ذكر يحيى بن سعيد الأموي في السير ولم يذكر ابن إسحاق هذا الشعر ولا ساق هذا الخبر. وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى الراية الزبير إذ نزعها من سعد. وروي أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر علياً فأخذ الراية فذهب بها حتى دخل مكة فعرزها عند الركن. وتخلف سعد بن عبادة عن بيعة أبي بكر رضي الله عنه وخرج من المدينة ولم ينصرف إليها إلى أن مات بحوران من أرض الشام لسنتين ونصف مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه وذلك سنة خمس عشرة. وقيل سنة أربع عشرة. وقيل: بل مات سعد بن عبادة في خلافة أبي بكر سنة إحدى عشرة. ولم يختلفوا أنه وجد ميتاً في مغتسله وقد اخضر جسده ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلاً يقول: ولا يرون أحداً: مجزوء الرمل قتلنا سيد الخز - - رج سعد بن عبادة ورميناه بسهم فلم يخط فؤاده وروى ابن جريج عن عطاء قال: سمعت الجن قالت في سعد بن عبادة فذكر البيتين. روى عنه من الصحابة عبد الله بن عباس. وروى عنه ابناه وغيرهم. سعد بن عبد قيس القرشي سعد بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن فهر القرشي الفهري كان من مهاجرة الحبشة ويقال فيه: سعيد وقد ذكرناه في باب سعيد. سعد بن عبيد الأنصاري سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري أبو عمير ويقال أبو زيد. شهد بدراً وقتل بالقادسية شهيداً وذلك سنة خمس عشرة وقيل: سنة ست عشرة وهو ابن أربع وستين سنة يومئذ. يقال: إنه أحد الأربعة من الأنصار الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه أبو زيد المذكور في الأربعة. روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى وطارق بن شهاب. يعد في الكوفيين وابنه عمير بن سعد وإلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه على الشام هذا كله قول الواقدي. وقد خالفه غيره في بعض ذلك. سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عمر بن زريق الأنصاري الزرقي شهد بدراً يكنى أبا عبادة ويعرف بكنيته أيضاً وقد ذكرناه في الكنى. كان سعد بن عثمان هذا ممن فر يوم أحد هو وأخوه عقبة بن عثمان وعثمان بن عفان. وقد ذكرنا الخبر عنهم في باب عقبة بن عثمان من هذا الديوان وفيمن فر يوم أحد نزلت: " سعد بن عمارة الزرقي سعد بن عمارة أبو سعيد الزرقي هو مشهور بكنيته واختلف في اسمه فقيل: سعد بن عمارة. وقيل: عمارة بن سعد والأكثر يقولون سعد بن عمارة. روى عنه عبد الله بن مرة وعبد الله بن أبي بكر وسليمان بن حبيب المحاربي ويحيى بن سعيد الأنصاري. سعد بن عمرو الأنصاري شهد هو وأخوه الحارث بن عمرو صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذكرهما ابن الكلبي وغيره فيمن شهد صفين من الصحابة. سعد بن عمرو بن ثقف واسم ثقف كعب بن مالك بن مبذول شهد أحداً وقتل يوم بئر معونة شهيداً هو وابنه الطفيل بن سعد قتلا جميعاً يومئذ بعد أن شهدا أحداً. وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: وقتل مع سعد بن عمرو بن ثقف يوم بئر معونة ابن أخيه سهل بن عامر بن عمرو بن ثقف. سعد بن عياض الثمالي حديثه مرسل ولا تصح له صحبة وإنما هو تابعي يروي عن ابن مسعود. سعد بن قرجاء له صحبة ذكر ابن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي عن أيوب أن سعد بن قرجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها. سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي هو والد سهل بن سعد. ذكر الواقدي عن أبي بن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه عن جده قال: تجهز سعد بن مالك ليخرج إلى بدر فمات فموضع قبره عند دار بني قارظ فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره. سعد بن مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر والأبجر هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج أبو سعيد الخدري هو مشهور بكنيته أول مشاهده الخندق وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة وكان ممن حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنناً كثيرة وروى عنه علماً جماً وكان من نجباء الأنصار وعلمائهم وفضلائهم. توفي سنة أربع وسبعين. روى عنه جماعة من الصحابة وجماعة من التابعين. قدم في وفد عذرة على النبي صلى الله عليه وسلم. سعد بن مسعود الثقفي عم المختار بن أبي عبيد له صحبة. سعد بن مسعود الكندي كوفي. روى عنه قيس بن أبي حازم. سعد بن معاذ بن النعمان بن امرىء القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت وهو عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأشهلي يكنى أبا عمرو. وأمه كبشة بنت رافع لها صحبة أسلم بالمدينة بين العقبة الأولى والثانية على يدي مصعب بن عمير وشهد بدراً وأحداً والخندق ورمى يوم الخندق بسهم فعاش شهراً ثم انتفض جرحه فمات منه. والذي رماه بالسهم حبان بن العرقة وقال: خذها وأنا ابن العرقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عرق الله وجهه في النار ". والعرقة هي قلابة بنت سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص وهذا حبان ابنها هو ابن عبد مناف بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي. وقيل: إن العرقة تكنى أم فاطمة وإنما قيل لها العرقة لطيب ريحها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بضرب فسطاط في المسجد لسعد بن معاذ وكان يعوده في كل يوم حتى توفي سنة خمس من الهجرة وكان موته بعد الخندق بشهر وبعد قريظة بليال كذلك رواه سعد بن إبراهيم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه وروى الليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر قال: رمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله فحسبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتفخت يده ونزفه الدم فلما رأى ذلك قال: اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني في بني قريظة فاستمسك عرقه فما قطر قطرة حتى نزل بنو قريظة على حكمه وكان حكمه فيهم أن تقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذريتهم فيستعين بها المسلمون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أصبت حكم الله فيهم ". وكانوا أربعمائة فلما فرغ من قتلهم انفتق عرقه فمات. وروى من حديث سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفاً ما وطئوا الأرض قبل ". وروى من حديث أنس بن مالك قال: لما حملنا جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف جنازته وكان رجلاً طوالاً ضخماً! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الملائكة حملته ". وروى إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن أبيه عن عائشة قالت: كان في بني عبد الأشهل ثلاثة لم يكن بعد النبي صلى الله عليه وسلم أحد من المسلمين أفضل منهم: سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعباد بن بشر. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ". وروى عرش الرحمن وهو حديث روي من وجوه عدة كثيرة متواترة رواها جماعة من الصحابة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلة رآها تشتري: لمنديل من مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منها. وهو حديث ثابت أيضاً. وقال له صلى الله عليه وسلم: إذ حكم في بني قريظة بقتل المقاتلة وسبى النساء: " لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبع سموات ". وقال صلى الله عليه وسلم: " لو نجا أحد من ضغطة القبر لنجا منها سعد بن معاذ ". حدثنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا أبو قرة محمد ابن حميد حدثنا سعيد بن تليد حدثنا محمد بن فضالة عن أبي طاهر عبد الملك بن محمد ابن أبي بكر عن عمه عبد الله بن أبي بكر قال: مات سعد بن معاذ من جرح أصابه يوم الخندق شهيداً. قال: وبلغني أن جبرئيل عليه السلام نزل في جنازته معتجراً بعمامة من إستبرق وقال: يا نبي الله من هذا الذي فتحت له أبواب السماء واهتز له العرش فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر ثوبه فوجد سعداً قد قبض وقال رجل من الأنصار: وما اهتز عرش الله من موت هالك سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو أخبرنا خلف بن قاسم قال: حدثنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا أحمد ابن الحسن الصباحي حدثنا محمد بن عبد الله بن محمد بن شاكر قال حدثنا عبد الله بن حسين الأشقر أبو بلال قال حدثنا زافر بن سليمان عن عبد العزيز ابن أبي سلمة الماجشون عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال قال سعد بن معاذ: ثلاث أنا فيهن: رجل يعني كما ينبغي وما سوى ذلك فأنا رجل من الناس ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً قط إلا علمت أنه حق من الله عز وجل ولا كنت في صلاة قط فشغلت نفسي بشيء غيرها حتى أقضيها ولا كنت في جنازة قط فحدثت نفسي بغيرما تقول ويقال لها حتى أنصرف عنها. قال سعيد بن المسيب: هذه الخصال ما كنت أحسبها إلا في نبي. له صحبة روى عنه حبان بن واسع من رواية ابن لهيعة عن حبان بن واسع عن أبيه عن سعد بن المنذر. سعد بن المنذر الساعدي سعد بن المنذر والد أبي حميد الساعدي كذا ذكره ابن أبي حاتم أخاف أن يكون الأول وفيه نظر. سعد بن النعمان الأنصاري أحد بني أكال ثم أحد بني عمرو بن عوف هو الذي أخذه أبو سفيان بن حرب أسيراً ففدى به ابنه عمرو ابن أبي سفيان. قال الزبير: كان سعد بن النعمان قد جاء معتمراً فلما قضى عمرته وصدر كان معه المنذر بن عمرو فطلبهم أبو سفيان فأدرك سعداً فأسره وفاته المنذر حين أدركه ففي ذلك يقول ضرار بن الخطاب: تداركت سعداً عنوة فأخذته وكان شفاء لو تداركت منذرا أرهط ابن أكال أجيبوا دعاءه تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا فإن بني عمرو بن عوف أذلة إذا لم يفكوا عن أسيرهم الكبلا ففادوا سعداً بابنه عمرو وكان عمرو بن أبي سفيان قد أسر يوم بدر فقيل لأبي سفيان: ألا تفتدي عمراً فقال: قتل حنظلة وأفتدى عمراً فأصاب بمالي وولدي لا أفعل ولكني أنتظر حتى أصيب منهم رجلاً فأفديه به فأصاب سعد بن النعمان ابن أكال أحد بني عمرو بن عوف. سعد بن هذيل والد الحارث بن سعد لم يرو عنه أحد غير ابنه فيما علمت حديثه عند ابن شهاب عن أبي خزامة عن الحارث بن سعد عن أبيه قال قلت: يا رسول الله أرأيت رقي يسترقى بها وأدوية يتداوى بها هل ترد أو قال: هل تنفع من قدر الله قال: هي من قدر الله. سعد بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري يكنى أبا إسحاق كان سابع سبعة في الإسلام اسلم بعد ستة. قال الواقدي: حدثني سلمة عن عائشة بنت سعد عن سعد قال: أسلمت وأنا ابن تسع عشرة سنة. وروي عنه أنه قال: أسلمت قبل أن تفرض الصلوات. وشهد بدراً والحديبية وسائر المشاهد وهو أحد الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو عنهم راض. وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة وكان مجاب الدعوة مشهوراً بذلك تخاف دعوته وترجى لا يشك في إجابتها عندهم وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيه: " اللهم سدد سهمه وأجب دعوته ". وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله وذلك في سرية عبيدة بن الحارث وكان معه يومئذ المقداد بن عمرو وعتبة بن غزوان. ويروى أن سعداً قال في معنى أنه أول من رمى بسهم في سبيل الله عز وجل: ألا هل جا رسول الله أني حميت صحابتي بصدور نبلي أذود بها عدوهم ذياداً بكل حزونة وبكل سهل وجمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم وللزبير أبويه فقال لكل واحد منهما فيما روى عنه صلى الله عليه وسلم: " ارم فداك أبي وأمي ". ولم يقل ذلك لأحد غيرهما فيما يقولون والله أعلم. روى ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص: " اللهم أجب دعوته وسدد رميته ". وروى يحيى القطان قال: حدثنا مجالد قال: حدثنا عامر عن جابر بن عبد الله قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل سعد فقال: " أنت خالي ". وروى وكيع عن إسماعيل بن قيس قال: سمعت سعداً يقول أنا أول رجل من العرب رمى بسهم في سبيل الله في الغزو عند القتال. وكان أحد الفرسان الشجعان من قريش الذين كانوا يحرسون رسول الله صلى الله عليه وسلم في مغازيه وهو الذي كوف الكوفة ولقى الأعاجم وتولى قتال فارس أمره عمر بن الخطاب رضي الله عنه على ذلك ففتح الله على يده أكثر فارس وله كان فتح القادسية وغيرها وكان أميراً على الكوفة فشكاه أهلها ورموه بالباطل فدعا الذي واجهه بالكذب عليه دعوة ظهرت فيه إجابتها والخبر بذلك مشهور تركت ذكره لشهرته. وعزله عمر وذلك في سنة إحدى وعشرين حين شكاه أهل الكوفة وولى عمار بن ياسر الصلاة وعبد الله بن مسعود بيت المال وعثمان بن حنيف مساحة الأرض ثم عزل عماراً وأعاد سعداً على الكوفة ثانية ثم عزله وولى جبير بن مطعم ثم عزله قبل أن يخرج إليها وولى المغيرة بن شعبة فلم يزل عليها حتى قتل عمر رضي الله عنه فأقره عثمان يسيراً ثم عزله وولى سعداً ثم عزله وولى الوليد بن عقبة. وقد قيل: إن عمر لما أراد أن يعيد سعداً على الكوفة أبى عليه وقال: أتأمرني أن أعود إلى قوم يزعمون أني لا أحسن أن أصلي! فتركه. فلما طعن عمر جعله أحد أهل الشورى. وقال: إن وليها سعد فذاك وإلا فليستعن به الوالي فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة. ورامه ابنه عمر بن سعد أن يدعو لنفسه بعد قتل عثمان فأبى وكذلك رامه أيضاً ابن أخيه هاشم بن عتبة فلما أبى عليه صار هاشم إلى علي رضي الله عنه وكان سعد ممن قعد ولزم بيته في الفتنة وأمر أهله ألا يخبروه من أخبار الناس بشيء حتى تجتمع الأمة على إمام فطمع فيه معاوية وفي عبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وكتب إليهم يدعوهم إلى عونه على الطلب بدم عثمان ويقول لهم إنهم لا يكفرون ما أتوه من قتله وخذلانه إلا بذلك ويقول إن قاتله وخاذله سواء في نثر ونظم كتب به إليهم تركت ذكره فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به من ذلك معاوي داؤك الداء العياء وليس لما تجيء به دواء أيدعوني أبو حسن علي فلم أردد عليه ما يشاء وقلت له اعطني سيفاً بصيراً تميز به العداوة والولاء فإن الشر أصغره كبير وإن الظهر تثقله الدماء أتطمع في الذي أعيا علياً على ما قد طمعت به العفاء ليوم منه خير منك حياً وميتاً أنت للمرء الفداء فأما أمر عثمان فدعه فإن الرأي أذهبه البلاء قال أبو عمر: سئل علي رضي الله عنه عن الذين قعدوا عن بيعته ونصرته والقيام معه فقال: أولئك قوم خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل. ومات سعد بن أبي وقاص في قصره بالعقيق على عشرة أميال من المدينة وحمل إلى المدينة على أعناق الرجال ودفن بالبقيع وصلى عليه مروان بن الحكم. واختلف في وقت وفاته فقال الواقدي توفي سنة خمس وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة وقال أبو نعيم: مات سعد بن أبي وقاص سنة ثمان وخمسين. وقال الزبير والحسن بن عثمان وعمرو بن علي الفلاس توفي سعد بن أبي وقاص سنة أربع وخمسين وهو ابن بضع وسبعين سنة وقال الفلاس وهو ابن أربع وسبعين سنة. وذكر أبو زرعة عن أحمد بن حنبل قال: توفي سعد بن أبي وقاص وهو ابن ثلاث وثمانين سنة في إمارة معاوية بعد حجته الأخرى. واختلف في صفته اختلافاً كثيراً متضاداً فلم أذكرها لذلك وروى الليث بن سعد عن عقيل عن ابن شهاب أن سعد بن أبي وقاص لما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف فقال: كفنوني فيها فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر وهي علي وإنما كنت أخبؤها لذلك. سعد بن وهب الجهني روى ابن أبي أويس عن أبيه قال: حدثنا وهب بن عمرو بن سعد بن وهب الجهني أن أباه حدثه عن جده أنه كان يسمى في الجاهلية غيان وكان أهله حين أتى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه ببلد من بلاد جهينة يقال له غواء فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسمه وأين ترك أهله فقال: اسمي غيان وتركت أهلي بغواء فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بل أنت رشدان وأهلك برشاد ". قال: فتلك البلدة تسمى إلى اليوم برشاد ويدعى وذكر ابن الكلبي قال: بنو غيان في الجاهلية قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " من أنتم " قالوا: نحن بنو غيان. فقال صلى الله عليه وسلم: " بل أنتم بنو رشدان " فغلب عليهم وكان واديهم غواء فسمي رشداً. سعد الأسلمي روى عنه ابنه عبد الله بن سعد أنه نزل مع رسول الله عليه وسلم على سعد بن خيثمة. سعد الجهني والد سنان بن سعد الجهني. روى عنه ابنه سنان أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حديث ذكره: " إن الإمام لا يخص نفسه بالدعاء دون القوم ". في إسناد حديثه هذا مقال. سعد الدوسي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن يؤخر هذا ويهرم فستدركه الساعة ". فلم يعمر من حديث الحسن البصري. سعد الظفري الأنصاري من بني ظفر. روى عنه عبد الرحمن بن حرملة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الكنى. سعد العرجي من بلعرج بن الحارث بن كعب بن هوازن هكذا قال بعضهم. له صحبة. ويقال: إنه مولى الأسلميين وإنه إنما قيل له العرجي لأنه اجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج وهو يريد المدينة فأسلم وكان دليله إلى المدينة في هجرته. روى عنه ابنه. سعد مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه روى عنه الحسن البصري. ليس يوجد حديثه إلا عند أبي عامر الخراز صالح بن رستم. ويقال في هذا: سعيد. وسعد أكثر وهو الصحيح والله أعلم. يعد في أهل البصرة وقد كان خدم النبي صلى الله عليه وسلم. سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو عثمان النهدي. سعد مولى عتبة بن غزوان شهد بدراً مع مولاه. سعد مولى قدامة بن مظعون قتلته الخوارج سنة إحدى وأربعين مع عبادة بن قرص في صحبته نظر.
|