الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***
(فني) الفاء والنون والحرف المعتلّ. هذا بابٌ لا تنقاس كلِمُهُ، ولم يُبْنَ على قياسٍ معلوم، وقد ذكرنا ما جاء فيه. قالوا: فَنِيَ يَفْنَى فَناءً، والله تعالى أفناهُ، وذلك إذا انقطع. والله تعالى قَطَعه، أي ذهب به. والفَنَا مَقصورٌ: عِنَب الثّعلب. والفِناء: ما امتدَّ مع الدَّار من جوانبها، والجمع أفنية. ويقولون: هو من أفناء العرب، إذا لم يُدْرَ ممن هو. والمُفانَاة: المداراة. قال: أقيمه تارةً وأُقْعِدُه *** كما يُفانِي الشَّمُوسَ قائدُها والأَفانِي: نبت، الواحدة أفانِيَة. والفَنَاة: البَقرة، والجمع فَنَوات. وشجرةٌ فَنْواء، إذا ذهبت أفنانُها في كلِّ شيء، والقياس فَنَّاءُ، لأنَّه من الفَنَن. (فند) الفاء والنون والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على ثِقَل وشدة، ويقال بعضه على بعض. من ذلك الفِنْد: الشِّمراخ من الجبل، وقال قوم: هو الجبَلُ العظيم، وبه سمِّي الرجل فِنْداً. وممَّا يقاس عليه التفنيد، و[هو] اللوم، لأنَّه كلام يثقل على سامعه ويشتدّ. والفَنَد: الهَرَم، وهو ذاك القياس، ولا يكون هَرَماً إلاّ ومعه إنكارُ عقل. يقال أَفْنَدَ الرّجُل فهو مُفْنِدٌ، إذ أُهْتِر. ولا يقال عجوزٌ مُفْنِدة، لأنَّها لم تكُ في شبيبتها ذاتَ رأي. ويقولون: الفَنَد: الكذب. وممكنٌ أن يكون سمِّي كذا لأنّ صاحِبَه يفنَّد، أي يلام. وممكنٌ أن يسمَّى كذا لأنَّه شديد الإثم؛ شديدٌ وِزْرُه. (فنع) الفاء والنون والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على طِيبٍ وكثرةٍ وكَرَم. فالفَنَع: الكَرَم. ويقال إنَّ نَشْر المسكِ فَنَع. ويقال نَشْر الثّناءِ الحَسن. ويقال مالٌ ذو فَنَع، أي كَثْرة. قال: وقد أجودُ وما مالي بذي فَنَعٍ *** على الصَّديق وما خيري بممنونِ (فنق) الفاء والنون والقاف أُصَيْلٌ يدلُّ على كَرم ونَعْمة. من ذلك الفَنِيق: الفَحْل المكْرَم لا يُؤذَى لكرامته. ويقال الفُنُقُ: الجارية المنعَّمة. والمفنّق*: المنعّم. (فنك) الفاء والنون والكاف كلمتان. قالوا: الفَنْك: اللَّجَاج: ويقال اللزوم. يقال: فَنَكَ: أقام. والكلمة الأخرى: الفَنِيك: طرف اللَّحْيين عند العَنْفقة. قال بعضُهم: سألت أبا عمروٍ الشيبانيَّ عن الفَنِيك فقال: أمَّا الأعلى فمجتمَع اللَّحيين عند الذَّقَن، وأمَّا الأسفل فمجتمع الورِكَين حيثُ يلتقيان. (فنح) الفاء والنون والحاء كلمة واحدة. يقولون: فَنَحَ الفرسُ من الماء، إذا شرب دونَ الرِّيّ. قال: والأخْذ بالغَبوق والصَّبُوح *** مُبرِّداً لمِقْأبٍ فَنُوحِ المِقأب: الكثير الشّرب للماء واللَّبَن. ورواها آخرون: "لمِصْأَبٍ"، وهو الذي يشرب دونَ الرّيّ. والله أعلم بالصواب.
(فهج) الفاء والهاء والجيم كلمة. يقال إنَّ الفَيْهَج: الخَمْر. وأنشَدوا: ألا يا اصْبَحينا فَيْهَجاً جدرية *** بماءِ سحابٍ يسبق الحقَّ باطلي
(فهد) الفاء والهاء والدال يدلُّ على جِنْس من الحيوان، ثم يُستعار. فالفهد معروف، والجمع فُهود. ويقال فَهدَ الرَّجُل: غَفَل عن الأُمور، شُبِّه بالفَهد. وفي حديث أُمِّ زَرع: "إِنْ دخَل فَهِدَ، وإنْ خرجَ أَسِدَ". ويقولون هذا لأنَّ الفَهْد نَؤُوم. والمستعار الفَهْدتان: لحمتا زَور الفَرس. ويقولون: الفهد: مِسمارٌ في واسطة الرَّحْل. (فهر) الفاء والهاء والراء ليس فيه من اللُّغة الأصلية شيءٌ [إلاّ] كلمةٌ واحدة، وهي الفِهر، مؤنَّثة، وهي الحجر من الحجارة. ويقولون: إِنّ الفَهْر: أنْ يُجامِع الرّجلُ المرأةَ ويُفرِغَ في غيرها. وقد جاء فيه. ويقال تفَهَّرَ في المال: اتَّسعَ فيه. يقولون: ناقةٌ فَيْهَرَةٌ: شديدة. وكلُّ هذا قريبٌ بعضُه في الضعف مِن بَعض. (فهق) الفاء والهاء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على سَعَةٍ وامتلاء. من ذلك الفَهْق: الامتلاء. يقال: أفهَقْت الكأسَ، إذا ملأتَها. وفي الحديث: "إن أبغضَكم إليَّ الثَّرثارون والمتفيهِقُون" واحدهم مُتفيهِق. وفي الذي يفهق كلامه ويَملأُ به فمَه قال الأعشى: تَروحُ على آلِ المحلِّق جَفنةٌ *** كجابيةِ الشَّيخ العراقيِّ تَفهقُ قال الخليل: الفَيْهق: الواسعُ من كلِّ شيء، حتى يقالُ مفازةٌ فيهق. قال: ومُنفهق الوادي: متَّسَعه. ومما شذَّ عن هذا الأصل: الفَهْقَة: عظمٌ عند فائق الرَّأس مشرفٌ على اللَّهاة. (فهم) الفاء والهاء والميم عِلْم الشيء، كذا يقولون أهلُ اللغة. وفَهمٌ: قبيلة.
(فوت) الفاء والواو والتاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على خلافِ إدراكِ الشّيءِ والوصولِ إليه. يقال: فاته الشَّيءُ فوتاً. وتفاوَتَ الشَّيئانِ: تباعَدَ ما بينهما، أي لم يُدرِك هذا ذاك. والافتيات: افتعالٌ من الفَوت، وهو السَّبق إلى الشَّيء دون الائتمار. يقال: فلانٌ لا يُفْتاتُ عليه، أي لا يُعْمَل شيءٌ دون أمرِه. ومن الباب: الفَوْت: الفُرْجة بين الشَّيئين، كالفُرجة بين الإصبَعَين. والجمع أفوات. يقال: ماتَ موتَ الفَوات، إذا فُوجئَ، كأنَّه فاته ما أرادَ من وصيَّةٍ وشِبْهها. ويقال: هو منِّي فَوْتَ الرُّمح. وشَتَم رجلٌ آخرَ فقال: "جعل الله تعالى رزقَه فوتَ فيه"، أي حيث يراه ولا يصلُ إليه. (فوج) الفاء والواو والجيم كلمةٌ تدلُّ على تجمُّع. من ذلك الفَوْج، الجماعة من النَّاس، والجمع أفواج، وجمع الجمعِ أفاوِج وأفاويج. وأمَّا أفاجَ الرَّجُل، إذا أسرَعَ، فهو من ذوات الياء، والفَيْج منه. (فوح) الفاء والواو والحاء كلمةٌ تدلُّ على ثَوْرٍ وغَليان. يقال: فاحت الرِّيح تَفوح فَوْحاً. وحكى ناسٌ: فاحت القِدرُ: غلَتْ. وأفحتُها أنا. (فود) الفاء والواو والدال كلمةٌ واحدة، ثمَّ تستعار. فالفَوْد: مُعظَم شعرِ اللِّمَّة ممَّا يلي الأذُنين* ثم يقولون استعارةً لجناحَيِ العُقاب: فَوْدان. وممَّا ليس منه قولُهم: فاد يفود، إذا مات، والأصل في هذا الياء، وقد ذكر. (فور) الفاء والواو والراء كلمةٌ تدلُّ على غَلَيان، ثم يقاس عليها. فالفَوْر: الغَلَيان. يقال: فارت القدرُ تَفورُ فَوراً. قال: تَفور علينا قِدرُهم فنُدِيمُها *** ونَفْثَؤُها عنَّا إذا حَمْيُها غلا وفار غضبُه، إذا جاشَ. وممَّا قِيس على هذا قولُهم: فَعَله من فَوْره، أي في بدء أمرِه، قبل أنْ يسكُن. (فوز) الفاء والواو والزاء كلمتانِ متضادّتان. فالأولى النّجاة والأخرى الهَلكة. فالأولى قولهم: فازَ يفوز، إذا نجا، وهو فائز. وفاز بالأمر، إذا ذهب به وخلَص. وكان الرجلُ يقول لامرأته إذا طلّقها: فُوزِي بأمرك، كما يقال: أمرُك بيدك. ويقال لمن ظَفِر بخيرٍ وذهب به. قال الله تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران 185]. والكلمة الأخرى قولهم: فَوَّزَ الرَّجُل، إذا مات. قال الكُميت: فما ضرَّها أنَّ كعباً ثَوَى *** وفوّز مِن بعدِه جَرْوَلُ ثم اختُلِف في المَفَازَة، فقال قومٌ: سمِّيَتْ بذلك تفاؤلاً لراكبها بالسَّلامة والنَّجاة. والمَفَازَة: المَنْجَاة. قال الله عزّ وعلا: {بِمَفَازَةٍ مِنَ العَذَابِ} [آل عمران 188]. وقال آخرون: هي من الكلمة الثَّانية، فَوَّزَ، إذا هَلكَ. ثم يقال: فوَّز الرَّجُل، إذا ركب المَفَازَة. قال: * فوّزَ من قُرَاقِرٍ إلى سُوَى * (فوص) الفاء والواو والصاد كلمةٌ تدلُّ على خُلوصٍ أو خَلاَصٍ من شيء. يقال: قَبَضت على ذَنَبِ الضّبِّ فأفاصَ من يدي، أي خلَّصَ ذنبه. والمَفَاوصة في الحديث: الإبانة. وما يُفِيص بها لسانُه، أي يُبين. (فوض) الفاء والواو والضاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اتّكال في الأمر على آخَر وردِّه عليه، ثم يفرَّع فيردّ إليه ما يُشبهه. من ذلك فوَّضَ إليه أمرَه، إذا ردَّه. قال الله تعالى في قصّةِ من قال: {وأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى اللهِ} [غافر 44]. ومن ذلك قولُهم: باتوا فَوْضَى، أي مختلطين، ومعناه أنّ كلاًّ فوَّض أمرَه إلى الآخَر. قال: طعامُهم فوضَى فَضاً في رحالِهِمْ *** ولا يُحْسِنون السِّرَّ إلاّ تنادِيا
ويقال: مالُهم فوضَى بينهم، إذا لم يخالِفْ أحدُهم الآخَر. وتفاوَض الشَّريكان في المال، إذا اشتركا ففوَّض كلٌّ أمرَه إلى صاحبه، هذا راضٍ بما صنع ذاك وذاك راضٍ بما صنع هذا، ممَّا أجازته الشَّريعة. (فوع) الفاء والواو والعين يدلُّ على ثَوْرٍ في شيء. يقال لخِمْرة الطِّيب وما ثار من ريحه: فَوْعة. ويقال لارتفاع النهار: فَوعة. (فوغ) الفاء والواو والغين كلمةٌ إن صحَّت. يقولون: إن الفَوغ: الضَّخم. يقال: امرأته فَوغاء. (فوف) الفاء والواو والفاء كلمةٌ واحدة. يقولون: الفُوف: القُطن. ثم يقال للبياض يُرَى في أظفار الأحداث: الفُوف. ومن ذلك يقال: بُرْدٌ مفَوَّف. (فوق) الفاء والواو والقاف أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على عُلُوٍّ، والآخرُ على أوْبة ورُجوع. فالأوّل الفَوْق، وهو العُلُوّ. ويقال: فلانٌ فاقَ أصحابَه يفوقُهم، إذا علاهم وأمرٌ فائق، أي مرتفع عالٍ. وأمَّا الآخَر فَفُوَاق النَّاقَة، وهو رُجوع اللَّبنِ في ضَرعها بعد الحَلب. تقول: ما أقامَ عندَه إلاَّ فُوَاقَ ناقة. واسم المجتمِع من الدِّرِّ: فيقة، والأصل فيه الواو. قال الأعشى: حتَّى إذا فِيقةٌ في ضَرْعِها اجتمَعتْ *** جاءت لتُرضِع شِقّ النفس لو رَضَعا وفي بعض الحديث في ذكر القرآن: "أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقَ اللَّقوح " معناه لا أقرأ جزئي مرّةً واحدة لكن شيئاً بعد شيء. شبَّهَه بفُواق الدِّرَّة. يقال فُوَاق وفَواق قال الله تعالى: {ما لَهَا مِنْ فَوَاق} [ص 15]، أي ما لها من رُجوعٍ ولا مَثْنَوِيّةٍ ولا ارتداد. وقال غيرُه: ما لها من نَظِرة. والمعنيان قريبان. ويقولون: أفاقَ السَّكرانُ يُفيق، وذلك من أوبةِ عقلِه إليه. والأفاويق: ما اجتَمَعَ من الماء في السَّحاب. ومن الباب الفُوق: فُوق السَّهم* وسمِّي لأنَّ الوترَ يُجعَل كأنَّه قد رُدَّ فيه، والجمع أفواق. ويقولون: فُقىً، وهو مقلوبٌ. ويقال سهمٌ أفْوَق، إذا انكسر فُوقه. وممَّا شذَّ عن هذين الأصلين قولهم: هو يَفُوق بنفسه. وهذا من باب الإبدال وإنما أصلُه يسوق، والفاء بدلٌ من السين، وذلك إذا جادَ بنفْسه. (فول) الفاء والواو واللام كلمةٌ إن صحَّتْ. يقولون: الفُول: الباقلَّى. (فوم) الفاء والواو والميم أصلٌ صحيحٌ مختلَفٌ في تفسيره، وهو، الفُوم. قال قومٌ: هو الثُّوم، وقال آخرون: هو الحِنطة. ويقولون: فَوِّمُوا لنا، أي اخبزُوا. (فوه) الفاء والواو والهاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تفتُّحٍ في شيء. من ذلك الفَوَه: سَعة الفم. رجلٌ أفْوَه وامرأةٌ فوهاء. ويقولون أهلُ العربية: إنَّ أصلَ الفم فَوَهٌ، ولذلك قالوا: رجلٌ أفْوَه. وفاهَ الرّجلُ بالكلام يَفُوهُ به، إذا لفَظَ به. والمُفَوَّه: القادر على الكلام. وزعم ناسٌ أن الفَوَه أيضاً: خُروج الثَّنايا العُلْيا وطُولُها. ومن الباب الفُوَّهَة: فم النَّهْر، وإنما بنَوه هذا البناء فرقاً بين الذي للنّهر والذي للإنسان. والفُوه: واحد أفواه الطِّيب، مثل سُوق وأسواق. والقياس واحد، كأنَّه لما فاحت رائحتُه فاه بها، أي نطق.
(فيج) الفاء والياء والجيم يدلُّ على الإسراع. ومن ذلك الفَيْج وقد مضى ذكره، ويقال أصله الواو. والفائجة في الأرض: [متَّسع ما بين كلِّ مرتفعين من غِلظٍ أو رمل ]. (فيح) الفاء والياء والحاء كلمةٌ واحدة. فاح يفيح، إذا ثار. يقال ذلك في الرِّيح وغيرها. وفي الحديث: "الحمَّى من فَيح جهنم ". ويقال أصلُه الواو، وقد مضى. (فيخ) الفاء والياء والخاء كلمة. يقولون: أفاخ يُفيخ بِريحه. وفي الحديث: "كل بائلةٍ تُفيخ". ويقولون –وما أُراها صحيحةً- إنَّ الفَيْخَة: السُّكُرُّجَة. (فيد) الفاء والياء والدال أُصَيلٌ صحيح، إلاَّ أنَّ كلِمَهُ لم تجِئ قياساً، وهو من الأبواب التي لا تنقاس. من ذلك الفَيد، يقولون: هو الزَّعفران. وبه سمِّي الشَّعَْر الذي على جَحْفلة الفَرَس. والفَيْد: التبختُر في المَشْي. يقال: رجلٌ فيَّادٌ. فأمَّا الفيَّاد في قول أبي النَّجم: * ولستُ بالفَيَّادةِ المُقَصْمِلِ * فيقال: هو المعجَب بنفسه المتبختِر في مَشْيه. وقالوا: الفَيَّادة: الأكول. والفَيْد: الموت. [فاد] يَفيد. والفَيَّاد: ذكر البُوم. قال: ويَهماءَ باللَّيل غَطْشَى الفلا *** ةِ يُؤْنِسُنِي صوتُ فَيَّادِها والفائدة: استحداثُ مالٍ وخير. وقد فادت له فائدة. ويقال: أفَدْتُ غيري، وأفدتُ من غيري. (فيش) الفاء والياء والشين كلمةٌ واحدة يقولون: الفِياشُ: المفاخَرة. يقال: فايَشَ، إذا فَاخَرَ. قال: أيُفايِشَون وقد رأَوْا حُفَّاثَهُمْ *** قد عَضَّه فقَضَى عليه الأشجَعُ (فيص) الفاء والياء والصاد أُصَيل يدلُّ على جَرَيانٍ في شيءٍ من ماء وما أشبهه. يقال: فاصَ الماء والدَّمُ، إذا قَطَرَ. قال الأصمعيُّ في قول امرئ القَيْس: * فهو عذبٌ يَفِيصُ * ما أدري ما يَفِيص، ولكن يقال: ما فاصَ بكلمةٍ، أي لم يُجْرِها لسانُه. والقياس واحد. ومن الباب: ما لَه مَحِيصٌ ولا مَفِيص، أي مَخْلَص يجري فيه ويمُرّ. (فيض) الفاء والياء والضاد اصلٌ صحيح واحدٌ يدلُّ على جَرَيانِ الشيء بُسهولة، ثم يقاسُ عليه. من ذلك فاضَ الماء يَفِيض. ويقال: أفاضَ إناءَه، إذا ملأَه حتَّى فاض. وأفاض دموعَه. ومنه: أفاض القومُ من عرَفةَ، إذا دَفَعوا، وذلك كجرَيَان السَّيل. قال الله تعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة 199]. وأفاضَ القومُ في الحديث، إذا اندفَعُوا فيه. قال سبحانه: {إذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [يونس 61]. ومنه: أفاضَ بالقداح، إذا ضرَبَ بها، كأنّه أجراها من يده. قال: وكأنَّهنَّ رِبابة وكأنَّه *** يَسَرٌ يُفِيض على القِداح ويَصدعُ * ويقال: أفاضَ البعير بجرَّته، إذا دفَعَ بها من صدره. قال: وأفَضْنَ بعد كُظُومهنَّ بجرَّةٍ *** من ذي الأباطحِ إذْ رعَيْنَ حَقيلا وأرضٌ ذات فُيوضٍ، إذا كان فيها ماءٌ يَفيض. وأعطَى فلانٌ [فلاناً ] غيضاً من فَيض، أي قليلاً من كثير. قال الأصمعي: ونهر البَصرة وَحْدَه يُسمَّى الفَيض. ومن الباب: فاض الرَّجل، إذا مات. قال: * فَفُقِئت عينٌ وفاضَتْ نفسُ * قال: وسمعتُ مشيخةً فصحاءَ من ربيعةَ بنِ مالك يقولون: فاضت نفسُه، بالضاد، وسمعت شيخاً منهم يُنشِد: وكدتُ لولا أجَلٌ تأخّرا *** تَفِيض نفسي إذا زَهاهم زُمَرا (فيظ) الفاء والياء والظاء كلمةٌ. يقال: فاظَ الميِّت فَيْظاً، ولا يقال فاظَتْ نفسه. قال: * لا يَدفِنُون منهمُ مَن فاظاً * (فيف) الفاء والياء والفاء كلمةٌ. الفَيف والفَيفاء: المَفَازة. (فيق) الفاء والياء والقاف، [الفِيقة] قد مضى ذِكرُها، والأصل الواو، وهو ما اجتمَع من الدِّرَّة في الضَّرع. (فيل) الفاء والياء واللام أصلٌ يدلُّ على استرخاءٍ وضَعْفٍ. يقال: رجلٌ فِيلُ الرَّأْي. قال الكُمَيت: بني ربِّ الجوادِ فلا تَفِيلوا *** فما أنتمْ فنَعذِرَكم لِفِيلِ ويمكن أن يكون القائل من هذا، وهو اللَّحم الذي على خُرْبة الوَرِك. ويسمَّى للينِه. وقال أبو عبيد: كان بعضُهم يجعل الفائِلَ عِرقاً. ومما شذَّ عن هذا الباب المُفَايَلة: لُعْبة. ويخبِّئون الشَّيء في التُّراب ويَقْسِمونه قسمين، ويسألون في أيِّهما هو. قال طَرَفة: يشُقُّ حَبَابَ الماءِ حَيزومُها بها *** كما قَسَم التُّرْبَ المُفَايِلُ باليدِ (فين) الفاء والياء والنون كلمةٌ. يقولون: يأتيه الفَينة [بعد الفيْنة]، كأنّه أراد الحينَ بعد الحين. والله أعلمُ بالصَّواب.
(فأر) الفاء والألف والراء، ويسمون الألف فيه همزة. الفأر معروف، يقال منه: مكانٌ فَئِرٌ، أي كثير الفأر. وفأرة المِسْك معروفة، وهي على معنى التشبيه. وكذلك فأرة البعير، وهي ريحٌ تجتمع في رُسْغ البعير، وإذا مشى انْفَشَّتْ. (فأس) الفاء والألف والسين كلمة واحدة، وتستعار. الفأس معروفة، والعدد أفؤس، والجمع فؤوس. ويستعار فيقال لمُؤْخر القَمَحْدُوَةِ: فأسٌ. [وفأس] اللِّجام: الحديدة القائمة في الحَنَك. (فأل) الفاء والألف واللام. الفأل: ما يُتفاءَل به. (فأم) الفاء والألف والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على اتِّساع في الشَّيء، وعلى كثرة. فأمَّا الكثرة فالفئام: الجماعة من الناس. وأمَّا السَّعَة فالفِئام: وِطاءٌ يكون في الهَودج، وجمعه فُؤُمٌ على فُعُل. ويقال للبعير إذا امتلأ حارِكُه شَحْماً: قد فُئِم حاركُه، وهو مُفْأَم. والمُفْأَم من الرِّجال: الواسع الجَوْف. قال: أخَذْنَ خُصُور الرَّمل ثم جَزَعْنَه *** على كلِّ قَينيٍّ قَشيبٍ وَمُفَأَمِ (فأو) الفاء والألف والواو أصلٌ صحيح يدلُّ على انفراجٍ في شيء. يقال: فَأوت رأسَه بالسَّيف فأْواً، أي فلَقْته. والفَأْو: فُرجةُ ما بين الجبلَين. قال: حتَّى انْفَأى الفَأْوُ عن أعناقها سحراً *** وقد نَشَحن فلا ريٌّ ولا هِيمُ (فأد) الفاء والألف والدال هذا أصلٌ صحيح يدلُّ على حُمَّى وشِدّةِ حرارة. من ذلك: فأَدْتُ اللَّحمَ: شويته. وهذا فَئِيدٌ، أي مشويّ. والمِفْأد: السَّفُود. والمُفتأَد: الموضِع يُشوَى فيه. قال: كأنَّه خارجاً من جَنْبِ صفحته *** سَفُّود شَرْب نسُوه عند مُفتَأدِ ومما هو مِن قياس الباب عندنا: الفُؤاد، سمِّي بذلك لحرارته. والفأد: مصدر فأدتُه، إذا أصبتَ فؤاده. ويقولون: فأَدْتُ المَلَّةَ، إذا مَلَلْتَها.
(فـتح) الفاء والتاء والحاء أصلٌ صحيح يدلُّ على خلافِ الإغلاق. يقال: فتحت البابَ* وغيرَه فتحاً. ثمَّ يحمل على هذا سائرُ ما في هذا البناء. فالفَتْح والفُِتاحة: الحُكْم. والله تعالى الفاتح، أي الحاكم. قال الشَّاعر في الفُِتاحة: ألاَ أَبْلِغْ بني عوفٍ رسولاً *** بأنِّي عن فتاحتكم غنيُّ والفَتح: الماء يَخرُج من عينٍ أو غيرها. والفَتْح. النَّصر والإظفار. واستفتحت: استَنْصَرت. وفي الحديث أنَّه صلى الله عليه وسلم كان يَستفتحُ بصَعاليك المهاجرين والأنصار. وفَواتحُ القُرآنِ: أوائل السُّوَر. وبابٌ فُتُحٌ، أي واسع مفتوح. (فتخ) الفاء والتاء والخاء أصلٌ صحيح يدلُّ على لِينٍ في الشَّيء. فالفَتَخ: لِينٌ في جناح الطَّائر. وعُقابٌ فَتخاءُ، إذا انكسر جَناحُها في طَيَرانها. وفَتَخَ أصابِعَ رِجلِهِ في جلوسه، إذا ليّنها. وفي الحديث "أنَّه كان عليه السلام إذا سَجَد جافَى عَضُدَيه عن جنبيه، وفَتَخَ أصابِعَ رِجلَيه". ويقال إنَّ الفَتَخَ: عِرَضُ الكتف والقَدَم. ومما شذَّ عن هذا الأصل الفَتَخ، جمع فَتَخة، وهي كالحلْقة تُلبَس لُبْس الخاتم. قال: * تسقطُ منه فَتَخِي في كُمِّي * (فتر) الفاء والتاء والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على ضَعفٍ في الشَّيء. من ذلك: فَتَر الشّيءُ يَفْتُر فُتُوراً. والطّرْف الفاتر: الذي ليس بحديدٍ شَزْر. وفَتَّرت الشَّيءَ وأفْتَرته. قال الله تعالى:{لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ} [الزخرف 75]، أي لا يُضْعَف. ومما شذَّ عن هذا الباب: الفِتْر: ما بين طَرَف الإبهام وطرَف السبّابة إذا فتحتَهما. وفَِتْر: اسم امرأة، في قوله: * أصَرَمْتَ حَبْلَ الوُدِّ من فَِتْر * (فتش) الفاء والتاء والشين كلمةٌ واحدة تدلُّ على بحثٍ عن شيء. تقول: فتَشْت فَتْشاً، وفتّشت تفتيشا. (فتق) الفاء والتاء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على فتحٍ في شيء. من ذلك: فتَقت الشّيء فتْقاً. والفَتْق: شقُّ عصا الجماعة. والفَتْق: الصُّبح. وأعوام الفَتَق: أعوام الخِصْب. قال: *لم تَرْجُ رِسْلاً بعد أعوامِ الفَتَق * ويقال: أفتَقَ القمر، إذا صادَفَ فَتقاً من سَحابٍ وطَلَع منه. وأفْتَقَ القومُ، إذا انفتَقَ عنهم الغَيم. قال الأصمعيّ: جملٌ فتيق، إذا تفتَّقَ سِمَنا. ويقال: فَتِقَ يَفْتَق فَتَقاً. والفَيْتق: النَّجَّار، في قول الأعشى: * في الباب فَيْتَقُ * (فتك) الفاء والتاء والكاف كلمةٌ تدلُّ على خلاف النُّسك والصَّلاح. من ذلك الفَتْك، وهو الغَدْر، وهو الفِتْك أيضاً. يقال: فتَكَ به: اغتالَه. وفي الحديث: "الإيمان قَيْد الفَتْك". وقال الشَّاعر: لا مَهْرَ أغلَى من عليٍّ وإنْ غَلاَ *** ولا فَتْكَ إلاّ دُونَ فتكِ ابن مُلْجِم (فتل) الفاء والتاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على ليِّ شيء. من ذلك: فتَلت الحبلَ وغيرَه. والفَتيل: ما يكون في شِقِّ النَّواة كأنّه قد فتِل. قال: يَجمع الجَيش ذا الألوفِ ويَغزُو *** ثمَّ لا يرزَأ العدوَّ فَتِيلا ويقال: بل الفَتيل ما يُفتَل بين الإصبَعَين. والفَتَل: تباعُد الذِّراعين عن جنْبَيِ البعير، كأنَّهما لُوِيا لَيّا وفُتِلا حتى لُوِيا. قال طَرَفة: لها عضُدانِ أفْتَلاَنِ كأنَّها *** تمرُّ بسَلْمَىْ دالجٍ متشدِّدِ ومن أمثالهم: "فلان يَفْتِل في ذِرْوةِ فُلانٍ"، أي يدور من وراء خَديعته. (فتن) الفاء والتاء والنون أصلٌ صحيح يدلُّ على ابتلاء واختبار. من ذلك الفِتْنة. يقال: فتَنْتُ أفتِنُ فَتْناً. وفَتَنْتُ الذّهبَ بالنّار، إذا امتحنتَه. وهو مفتونٌ وفَتِين. والفَتَّان: الشَّيطان. ويقال: فتنه وأفْتَنَه. وأنكر الأصمعيُّ أفتنَ. وأنشُدوا في أفتِن: لَئِنْ أفتنَتْني لَهْيَ بالأمسِ أفْتَنَت *** سعيداً فأضْحَى قد قَلى كلَّ مسلمِ ويقال: قلبٌ فاتن، أي مفتون. قال: رخِيمُ الكلامِ قَطِيع القيامِ *** أضْحَى فؤادِي به فاتِنا قال الخليل: الفَتْن: الإحراق. وشيءٌ فتين: أي مُحْرَق. ويقال للحَرَّة: فَتين، كأنَّ حجارتَها مُحرَقة. ومما شذَّ عن هذا الأصل: الفِتَان: جِلدة الرَّحْل. وقولهم* العيش فَِتْنان، أي لونان. وهذه يجوز أن تُحمل على القياس، لأنّه يقول: * والعيش فَِتْنان فحلوٌ ومُرّْ * ويمكن أن يُختَبَر ابنُ آدمَ بكلِّ واحدٍ منهما. (فتي) الفاء والتاء والحرف المعتل أصلانِ: أحدهما يدلُّ على طَرَاوة وجِدّة، والآخرة على تبيين حكم. الفَتيّ: الطَّرِيّ من الإبل، والفَتَى من الناس: واحد الفِتْيان. والفَتاء: الشباب، يقال فتىً بيِّن الفَتاء. قال: إذا عاشَ الفتى مِائَتين عاماً *** فقد ذهبَ البشاشةُ والفَتاءُ والأصل الآخر الفُتْيا. يقال: أفتى الفقيه في المسألةِ، إذا بيَّن حكمَها. واستفتَيت، إذا سألتَ عن الحكم، قال الله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ في الكَلالَةِ} [النساء 176]. ويقال منه فَتْوى وفُتْيا. وإذا هُمِز خَرَج عن البابين جميعاً. يقال ما فَتِئْتُ وفَتَأتُ أذكرُه، أي مازِلت. قال الله تعالى: {قَالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} [يوسف 85]، أي لا تزالُ تَذكرُ.
(فثج) الفاء والثاء والجيم أُصَيل يدلُّ على انقطاعٍ في شيءٍ ماءٍ أو غيرِه. عَدَا الرّجُل حتى أفثج، أي أعيا. ويقال: بئر لا تُفْثَج، أي لا تُنْزَح وقيل ذلك لما قلنا، فلا تُفْثَج أي لا ينقطع ماؤها. ويقال: فَثَجَت النّاقةُ، إذا حالت فلم تَحمِل. (فثر) الفاء والثاء والراء كلمةٌ واحدة، وهي الفاثور، وهو الخُِوَان يُتَّخَذ من رَخام أو نحوِه. ويقولون في بعض الكلام: هي على فاثورٍ واحد. كأنّه أراد بساطاً واحداً. (فثأ) الفاء والثاء والهمزة يدلُّ على تسكين شيءٍ يغلي ويفور. يقال: فَثَأْتُ القِدرَ: سكَّنت من غَلَيانها. قال: * وتَفثؤها عَنّا إذا حَمْيُها غلا * ويقال: عدا حَتَّى أفثَأَ، أي أعيا.
(فجر) الفاء والجيم والراء أصلٌ واحدٌ، وهو التفتح في الشَّيء. من ذلك الفَجْر: انفِجار الظُّلمة عن الصُّبح. ومنه: انفجَرَ الماء انفجاراً: تفتَّحَ. والفُجْرَة: موضع تفتُّح الماء. ثمَّ كثُر هذا حتَّى صار الانبعاثُ والتفتُّح في المعاصي فُجوراً. ولذلك سمِّي الكَذِب فجوراً. ثم كثُر هذا حتَّى سمِّي كلُّ مائلٍ عن الحقِّ فاجراً. وكلُّ مائلٍ عندَهم. فاجر. قال لبيد: غليظاً وإن أخَّرتَ فالكِفل [فاجرُ] *** فإنْ تتقدَّمْ تَغْشَ منها مقدَّما ومن الباب الفَجَر، وهو الكرم والتفجُّر بالخير. ومَفَاجِر الوادي: مَرافِضُه، ولعلَّها سمِّيت مفاجرَ لانفجار الماء فيها. قال: * بجَنْبِ العَلَنْدَى حيث نام المَفاجِرُ * ومُنْفجر الرمل: طريق يكون فيه. ويوم الفِجارِ: يومٌ للعرب استُحِلّتْ فيه الحُرمة. (فجس) الفاء والجيم والسين كلمة إنْ صحَّت. يقولون: الفَجْس: التكبُّر والتعظُّم. يقال منه: تَفَجَّسَ. (فجع) الفاء والجيم والعين كلمةٌ واحدة، وهي الفَجِيعة، وهي الرَّزيَّة. ونزلتْ بفلان فاجعةٌ، وتفجَّعَ، إذا توجَّع لها. (فجل) الفاء والجيم واللام كلمةٌ هي نَبْت، وقال قوم: فَجِلَ الشيءُ: غَلُظ واستَرْخَى. وكلُّ شيء عَرَّضته فجَّلْتَه. (فجو ) الفاء والجيم والحرف المعتل يدلُّ على اتِّساعٍ في شيء. فالفَجْوة: المتَّسَع بين شَيئين. وقَوْسٌ فَجْواء: بانَ وترُها عن كَبدها. وفَجْوة الدَّار: ساحتُها. والفَجَا: تَباعُدُ ما بين عُرقوبَيِ البعير. وإذا هُمِزَ قلت: فَجِئَني الأمرُ يفجَؤُني. (فجم) الفاء والجيم والميم. زعم ابنُ دريد: تفجَّم الوادِي وانفجم، إذا اتَّسع. وهذه فُجْمَة الوادِي، أي متَّسَعُه. (فجن) الفاء والجيم والنون. يقولون: إنَّ السَّذَاب يقال له الفَيْجَن.
(فحص) الفاء والحاء والصاد أصلٌ صحيح، وهو كالبحثِ عن الشيء. يقال: فحصت عن الأمر فحصاً. وأُفحوص القَطا: موضِعُها في الأرض، لأنَّها تفحصه. وفي الحديث: "فَحَصُوا عن رؤوسهم"، كأنَّهم تركوها مثلَ أفاحِيص القَطا فلم يَحلِقُوا *عنها. وفحَصَ المطرُ التُّرَاب، إذا قلَبَه. (فحس) الفاء والحاء والسين. يقولون: الفَحْس: لَحْسُك الشيء بلسانك عن يَدِك. (فحش) الفاء والحاء والشين كلمةٌ تدلُّ على قُبحٍ في شيء وشَناعة. من ذلك الفحْش والفَحْشاء والفاحشة. يقولون: كلُّ شيء جاوَزَ قَدرَه فهو فاحش؛ ولا يكون ذلك إلاّ فيما يُتَكَرَّه. وأفْحَشَ الرّجلُ: قال الفُحْشَ: وفَحَشَ، وهو فَحَّاش. ويقولون: الفاحش: البخيل، وهذا على الاتِّساع، والبخلُ أقبحُ خِصال المرء. قال طرفة: أرَى الموتَ يَعتامُ الكِرامَ ويصطفي *** عقيلةَ مالِ الفاحشِ المتشدِّدِ (فحل) الفاء والحاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ذَكارةٍ وقُوَّة. من ذلك الفَحْلُ من كلِّ شيء، وهو الذَّكَرُ الباسل. يقال: أفحلتُه فحلاً، إذا أعطيتَه فحلاّ يَضرِب في إبله. وفَحَلْتُ إبلي، إذا أرسلتَ فيها فحلَها. قال: * نَفحَلها البِيضَ القليلاتِ الطَّبَعْ * وهذا مثَلٌ، أي نُعَرْقِبُهَا بالبِيض. يصف إبلاً عُرْقِبَتْ بالسُّيوف. وأمَّا الحصير المتَّخَذ من الفُحّال فهو يسمَّى فَحْلاً لأنَّه من ذلك يُتَّخَذ. والفُحّال: فُحَّال النَّخْل، وهو ما كان من ذُكوره فحلاً لإناثه، والجمع فَحاحيل. وفَحْلٌ فَحِيلٌ: كريمٌ. قال: كانتْ نجائبُ مُنْذِرٍ ومحرِّقٍ *** أُمَّاتِهِنَّ، وطَرْقُهُنَّ فَحِيلا والعرب تسمِّي سهيلاً: الفحل، تشبيهاً له بفحل الإبل، لاعتزالِهِ النجوم، وذلك أنَّ الفحلَ إذا قَرَعَ الإبلَ اعتزَلَها. ويقولون على التشبيه: امرأةٌ فَحْلَة، أي سليطة. (فحم) الفاء والحاء والميم أصلانِ، يدلُّ أحدُهما على سوادٍ والآخر على انقطاع. فالأوَّل الفحْم ويقال الفَحَم، وهو معروف. قال: * كالهَِبْرَِقِيِّ تَنَحَّى ينفُخ الفَحَما * ويقال: فحَّمَ وجهَه، إذا سوّده. وشعرٌ فاحم: أسود. وفَحمة العِشاء: سَواد الظَّلام. والأصل الآخر: بكى الصَّبيّ حتَّى فَحُم، أي انقطع صوتُه من البُكاء. ويقال: كلَّمتُه حتى أفحمتُه. وشاعرٌ مُفحَم: أي انقطَعَ عن قول الشِّعْر. (فحو) الفاء والحاء والحرف المعتلّ كلمةٌ واحدة. منها الفِحَا: أبزارُ القدر. يقال: فحِّ قِدرَك. فأمَّا فَحوَى الكلامِ فهو ما ظَهَرَ للفهم من مَطاوِي الكلام ظهورَ رائحة الفحاء من القدر، كفَهْم الضَّرب من الأفّ. (فحث) الفاء والحاء والثاء كلمةٌ واحدة. فالفَحث: الجَوْف. يقال: ملأ أفحاثه، أي جوفَه. (فحج) الفاء والحاء والجيم كلمةٌ واحدة، وهي الفَحَج، وهو تباعُدُ ما بين أوساطِ السّاقَينِ في الإنسانِ والدّابة. والنَّعت أفحجُ وفحجاء، والجمع فُحْج.
(فخر) الفاء والخاء والراء أَصلٌ صحيحٌ، وهو يدلُّ على عِظَم وقِدم. من ذلك الفخر. ويقولون في العبارة عن الفَخْر: هو عَدُّ القديم، وهو الفَخَر أيضاً. قال أبو زيد: فَخَرت الرَّجلَ على صاحبه أفْخَرُه فخراً: أي فضَّلتُه عليه. والفَخِير: الذي يفاخرك، بوزن الخصيم. والفِخِّير: الكثير الفَخْر. والفاخر: الشيء الجيِّد. والتفخُّر: التعظُّم. ونخلةٌ فَخُور: عظيمة الجِذْع غليظةُ السَّعَف. والناقة الفَخور: العظيمة الضَّرْع القليلةُ الدَّرِّ. كذا قال ابن دريد. والفاخر من البُسْر: الذي يعظُمُ ولا نَوَى فيه. ويقولون: فرسٌ فَخُور، إذا عظُمَ جُرْدانه. ومما شذَّ عن هذا الأصل الفَخَّار من الجِرَارِ، معروف. (فخل) الفاء والخاء واللام ليس فيه شيء. غير أنَّ ابنَ دريد زعم أنَّه يقال: تفخّل الرجل، إذا أظهَرَ الوقار والحِلْمَ. وتفخَّل أيضاً. إذا تهيَّأ ولَبِسَ أحسنَ ثيابِه. (فخم) الفاء والخاء والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على جَزَالةٍ وعِظَم. يقال: منطِقٌ فَخْم: جزل. ويقولون: الفَخْم من الرِّجال: الكثير لحم الوجْنَتين. (فخت) الفاء والخاء والتاء كلمة، وهي الفَخْت، ويقولون: إنَّه ضوء القمرِ أوّلَ ما يبدو منه. ومنه اشتقاق الفاختة، للونها. (فخذ) الفاء والخاء والذال كلمةٌ واحدة، وهي الفَخِذ من الإنسان، معروفة، واستعير* فقيل الفَخْذ بسكون الخاء، دون القَبِيلة وفوق البَطْن، والجمع أفخاذ.
(فدر) الفاء والدال والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على قَطْعٍ وانقطاع، من ذلك الفِدْرَة: القِطعةُ من اللَّحم؛ ولست أدرِي أُبنِيَ منها فعلٌ أم لا. ويقولون: فَدَرَ الفحلُ، إذا عَجَز عن الضِّراب، وهو فادر. وسمِّي لأنَّه إذا عَجَز فقد قَطعه. وجمع فادر فوادر. وقال ابن دريد: هذا مما نَدَر فجاء منه فاعل على فواعل. والمَفْدَرة: مكان الوُعول الفُدْر. (فدش) الفاء والدال والشين ليس قبله إِلاَّ [طريفة] من طرائف ابن دريد، قال: فدشت الشَّيء، إذا شدختَه. وفدشْتُ رأسَه بالحجَر. (فدع) الفاء والداء والعين أصلٌ فيه كلمة واحدة، وهي الفَدَع: عِوَجٌ في المفاصل، كأنَّها قد زالت عن أماكنها. ويقولون: كلُّ ظليم أفدع، وذلك أنَّ في مفاصله انحرافاً. ويقال بل الفدَع: انقلابُ الكفِّ إلى إنسيِّها، يقال منه: فَدِعَ يفدَع فَدَعاً. (فدغ) الفاء والدال والغين. زعم ابنُ دريد أن الفَدْغ: الشَّدخ. وذَكَر الحديث: "إذاً تَفْدَغَ قُرَيشٌ رأسي". وهذا صحيح. (فدم) الفاء والدال والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على خُثورة وثِقَلٍ وقِلّة كلامٍ في عِيٍّ. من ذلك قولُهم: صِبْغٌ مُفَدَّم، أي خاثر مشبّع. قالوا: ومن قياسِه الرّجلُ الفَدْم، وهو القليل الكلام مِن عِيّ. وهو بيِّنُ الفُدُومة والفَدامة. وهذا كلُّه قياسُه الفِدام: الذي تُفَدَّم به الأباريق لتصفية ما فيها من شَراب. (فدك) الفاء والداء والكاف كلمةٌ واحدة، وهي فَدَك: بلد. ومن طرائف ابن دريد: فَدَكْتُ القطن: نفشتُه. قال: وهي لغةٌ أزْديَّة. (فدن) الفاء والداء والنون كلمةٌ واحدة، وهي الفَدَن، يقولون: إنَّه القَصْر. (فدي) الفاء والدال والحرف المعتل كلمتانِ متباينتان جدّاً. فالأولى: أنْ يُجعلَ شيءٌ مكانَ شيءٍ حِمىً له، والأُخْرى شيءٌ من الطَّعام. فالأولى قولك: فديتُه أَفدِيه، كأنَّك تحميه بنفسك أو بشيء يعوِّض عنه. يقولون: [هو ] فِداؤك، إذا كسرتَ مددت، وإذا فتحت قصرت، يقال هو فَدَاك. قال: فَدىً لكما رجليَّ أمِّي وخالتي *** غداةَ الكُلاب إذْ تحزُّ الدوابِرُ وقال في الممدود: مهلاً فِداءً لك الأقوامُ كلُّهم *** وما أثمِّرُ من مالٍ ومن وَلَدِ ويقال: تفادَى من الشَّيء، إذا تحاماه وانزَوَى عنه. والأصل في هذه الكلمة ما ذكرناه، وهو التَّفادِي: أن يَتَّقيَ النّاسُ بعضُهم ببعض، كأنَّه يجعل صاحبَه فداءَ نفسِه. قال: * تَفادَى الأُسودُ الغُلبُ منه تفاديا * والكلمة الأُخرى الفَدَاء ممدود، وهو مُِسْطَح التَّمر بلغة عبد القيس، حكاه ابن دُريد. وقال أبو عمرو: الفَداء: جماعة الطَّعام من الشَّعير والتَّمر ونحوِها. قال: كأنّ فَدَاءَها إِذْ جرّدُوه *** وَطافوا حولَه سُلَكٌ يتيمُ (فدج) الفاء والدال والجيم. يقولون: إنَّ الفَوْدج: الهَودج. قال الخليل: الفَودج: النّاقةُ الواسعة الأرفاغ. وشاةٌ مُفَوْدَجَة: ينتصب قرناها ويلتقي طَرَفاهُما. (فدح) الفاء والدال والحاء كلمة. فَدَحَه الأمر. إذا عالَه وأثقله، فَدْحاً. وهو أمرٌ فادح. (فدخ) الفاء والدال والخاء ليس فيه إلاَّ طريفة ابنِ دريد: فدَخْتُ الشَّيء، مثل شَدَخته.
|