الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***
(معق) الميم والعين والقاف ليس بأصلٍ وإنما هو من باب القلب. وأرضٌ مَعِيقة كعميقة. والأماعق: أطراف المَفَازة. ويقال: المَعْق: الأرض لا نَبَاتَ بها. وتمعَّقَ الرجُل: ساء خُلُقه. (معك) الميم والعين والكاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على دَلْك الشيء ولَيِّه. ومَعَكْتُ الأديم مَعْكاً. ثم يسمّون المِطَالَ واللَّيَّ مَعْكاً، والرّجُلَ المَطول مَعِكاً. قال زهير: ..... لا *** تَمعَكْ بعرضك إنَّ الغادِرَ المَعِكُ قال الخليل: رجل مَعْكٌ: شديد الخُصومة. وقولهم: وقَعَ في معكوكاء شيء، يجوز أن يكون الإبدال والأصل بعكوكاء. (معل) الميم والعين واللام أصلٌ صحيح فيه كلماتٌ تدلُّ على اختلاسِ شيء وسرعةٍ فيه. ومَعَل الشَّيءَ: اختلَسَه. ثمَّ يقولون: مَعَل خُصْيَتَيْ الفَحل: استلَّهما. ومَعَل: سار سيراً سريعاً. (معن) الميم والعين والنون أصلٌ يدلُّ على سهولةٍ في جريان أو جري أو غير ذلك. ومَعَن الماءُ: جَرَى. وماءٌ معينٌ. ومجارِي الماء في الوادي مُعْنانٌ، كذا قال أبو بكر. والمَعْنة: ماءٌ قليل يجري. ومن الباب أمعَنَ الفرسُ في عَدْوِه. وأمْعَنَ بحقِّي: ذهَبَ به. ورجل مَعْنٌ في حاجته: سَهْل. وأمعنت الأرضُ: رَوِيَتْ. وكلأ مَمْعونٌ: جَرَى فيه الماء. وقول النَّمْر: ولا ضيّعْتُه فأُلاَمَ فيه *** فإنَّ ضَيَاعَ مالِكَ غيرُ مَعْنِ معناه غير سهل. ويقولون: "ماله سَعْنَةٌ ولا مَعْنَةٌ" وهو من الإتباع، ويجوز أن يكون من الباب، أي ماله كثيرٌ ولا قليل يسهل خَطَره. وقولهم للمنزل مَعَانٌ، وزنه فعَال، وجمعه مُعُنٌ. ومَعَن الوادي: كثُر فيه الماء المَعين. (معو) الميم والعين والحرف المعتل ثلاثُ كلماتٍ ليس قياسها واحداً. الأولى: المَعْوُ: الرُّطَب قد أرطب جَميعُه. وقال ابن دريد: هو إذا دخله بعضُ اليُبْس*. وأمْعَى النَّخْل: صار كذلك. والثانية: مِعَى البطن، والجمع أمعاء. والثالثة المِعَى: المِذْنَب من مَذَانب الأرض. (معت) الميم والعين والتاء. قال أبو بكر: المَعْت: الدَّلْك ومَعتُّ الأديمَ: دلكتُه. وهو عند الخليل مُهمَل. (معج) الميم والعين والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على تقلُّبٍ وسُرعة في شيء. ومعج الحِمارُ مَعْجاً: تقلَّب في جريه. ويقولون قياساً على هذا: مَعَجَ الفَصِيلُ ضَرعَ أمِّه: ضربه برأسه عند الرَّضاع. (معد) الميم والعين والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على غِلَظ في الشَّيء. قال ابن دريد المَعْد: الغِلَظ. قال: ومنه المَعِدَة. وتمَعْدَدَ الصّبِيُّ: غَلُظَ. ويكون في هذا الباب المَعْدُ دَالاًّ على جَذْب الشَّيءِ وانجذاب. ومَعَدت الشَّيء: جذبتُه. قال: * هل يُرْوِيَنْ ذَوْدَك نَزعٌ مَعْدُ * ومما شذَّ عن الباب المَعْد، يقولون: الغَضُّ من التَّمْر. (معر) الميم والعين والراء أصلٌ يدلُّ على مَلاسة وحَصٍّ وانجراد. فالأمْعَر والمَعِر: الأمْعَط الذي لا شَعَْر عليه. ومنه أمْعَرَ الرّجلُ: افتَقَر، كأنه تجرَّدَ من ماله. [و] مَعَرَ الظُّفْر: نصل وتمعَّر لَونُه عند غَضَبِه، وذلك أن يتطايَرَ الدّمُ عنه وتَعلُوه صُفرة. قال الخليل: وهو أمْعَر الشَّعر، وبه مُعْرَةٌ، وهو لونٌ يَضرِب إلى الحُمرة والصُّفرة، وهو أقْبحُ الألوان. وأمْعَرَتِ الأرض: لم يكنْ فيها نَبات. (معز) الميم والعين والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على شِدَّةٍ في الشَّيء وصلابَة. منه الأمْعَز والمَعْزاء: الحَزْن الغَلِيظ من الأماكن. قال أبو بكر: رجلٌ مَاعِزٌ: شَديد عَصْبِ الخَلْق ومنه المَعْز المعروف، والمَعِيز: جماعة كضَئِين، وذلك لشدّةٍ وصَلابةٍ فيها لا تكون في الضَّأْن. ويقال لجماعةِ الأوعال والثَّياتِل مُعُوزٌ. قال أبو بكر: استمْعَزَ الرّجُل في أمرِه: جَدَّ. (معس) الميم والعين والسين أصَيْلٌ يدلُّ على دَلْك شيءٍ. ومَعَسْتُ الأديم في دِباغِهِ أمْعَسُه: أدَرْتُه فيه ودلَكتُه. وربَّما قالوا: مَعَسَ، إذا طَعَنَ ومنه رجلٌ مَعَّاسٌ في الحرب: مِقدام. (معص) الميم والعين والصاد ليس بشيءٍ، إلاّ أنَّ ناساً ذكروا مَعَصَ الرّجُل: حَجَل في مِشْيته. وقال ابنُ دُريد: المَعَص: وجعٌ يصيب الإنسان في عَصَبِه من كَثْرة المَشْي. (معض) الميم والعين والضاد كلمةٌ. مَعِضَ من الأمر: شَقَّ عليه وأوجَعه. (معط) الميم والعين والطاء أصلٌ يدلُّ على تجرُّدِ الشَّيء وتجريده ومَعِطَ تمرَّطَ شَعره. ومَعَطْت السَّيفَ من قِرابِهِ: جَرَّدتُه. ويكون من الباب مَعَطَ في القَوس: نَزَع.
(مغث) الميم والغين والثاء أصلٌ صحيح يدلُّ على مَرْسِ شيء ومَرثهِ. يقولون: مَغَثْت الدَّواء في الماء: مَرَثْته. ومَغَثَ بنو فلانٍ فلاناً، إذا ضربوه ضرباً ليس بالشَّديد. ورجل مَغِثٌ: مُصارِعٌ شديد العلاج. ومُغِثَتْ أعراضُهم: مُضِغت. قال: * مَمغوثةٌ أعراضُهم مُمَرْطَلهْ * وكلأ مَمْغُوث ومَغِيثٌ: أصابه المَطرُ وصَرَعه، والميم أصليّة. (مغد) الميم والغين والدال، يقولون إنّه أصلٌ يدلُّ على نَعْمةٍ في الشَّيء. يقولون: المَغْد: الشَّابُّ الناعم. قال: * وكان قد شَبَّ شَباباً مَغْدا * وأمْغَدَ الرّجُل: أطالَ الشَّرابَ إمغاداً، ومَغَدَ الفصيلُ الضّرعَ مغداً: تناولَه ليشربَ اللَّبَن. واللَّبَنُ أنعَمُ ما يكون من الغِذاء وأليَنُه. والمَغْد في غُرَّةِ الخيل كأنَّها وارمة، وذلك أنَّ الشعر يُنتَف ثم يَنبُتُ فيكون ليِّناً ناعماً. ويقولون المَغْد: الباذَنْجَان. (مغر) الميم والغين والراء* أصلٌ يدلُّ على حُمرةٍ في شّيء، وأصلٌ آخر يدلُّ على ضَربٍ من السَّير. فالأوَّل المَغْرَة: الطِّين الأحمر. والأمْغَر: الرّجُل الأحمر الشَّعر والجِلد. والأمْغَر في الخيل: الأشقر. ومنه أمْغَرَت الشَّاةُ، إذا حُلِبَت فخرَجَ مع لبنها دمٌ، فإن كانت تلك عادتَها فهي مِمْغار. والأخرى روَى ابنُ السِّكِّيت: مَغَر في البلاد: ذَهَبَ وأسْرع: ورأيته يَمْغَرُ به بعيرُه. ومما شذَّ من البابين قولهم: مَغَرَتْ في الأرضِ مَغْرةٌ، وهي مَطْرة صالحة وقولُ عبدِ الملك لجرير: "مغِّرْنا يا جرير"، أي أنشِدْنا كَلِمَةَ ابنِ مَغْراء، أحدِ شعراء مضر. ومَغْراء: تأنيثُ أمْغَر. (مغص) الميم والغين والصاد كلمتان متباينتانِ جداً. فالأولى المَغَْصُ: تقطيعٌ في المِعَى ووَجَع. والأخرى المَغَْص يقال هو الخِيار من الإبل. قال: أنت وهبتَ هَجْمةً جُرْجُورا *** أُدْماً وحُمْراً مَغَصاً خُبورا قال ابنُ دريد: إبلٌ أمْغاصٌ وأمْعَاص، وهي خيار الإبل، لا واحد لها ويقال فلان مَغِصٌ، إذا كان ثقيلاً بغيضاً؛ وهو من الأوَّل. (مغط) الميم والغين والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على امتدادٍ وطُول. والمَغْطُ: المَدّ. ومَغَطْتُه فامتغط. والتَّمغُّط في عَدْو الفَرَس: أن يَمدَّ ضَبْعَيه. وانمَغَطَ النَّهارُ: ارتفعَ والمُمَّغِطْ: الطَّويل المضطرِب. ومَغَطَ الرَّامِي في قوسه: نَزَع فيها فأغرقَ النَّزْع. (مغل) الميم والغين واللام أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ على داءٍ وفساد، والآخَر ضربٌ من النِّتاج. الأوَّل المَغَل: وجعُ البطن، ويكون في الدَّوابِّ عن أكلِِ التُّراب وأمْغَلُوا: أصابَ إبلَهم ذلك الدّاء. ومن الباب الإمغال: إفسادٌ بين النّاس، والوِشاية؛ وهو المَغْل أيضاً. ويقال إنَّه صاحب مَغَالَةٍ، إذا فَعَل ذلك. والأصل الآخر الإمغال في الغنم وغيرِها، وهو أن تُنْتَج في السَّنة مرّتين. يقال: عَنْزٌ مَغْلَة من ذلك، وغَنَم مِغال. ويقال المُمْغِل من النِّساء: التي تَحمل قبلَ فِطام الصَّبي. والله أعلم بالصَّواب.
(مقل) الميم والقاف واللام ثلاثُ كلماتٍ غيرِ مُنقاسة. قالوا: مُقْلة العَين. وهي ناظِرُها. ومَقَلْتُه: نظرتُ إليه. والكلمة الأُخْرى المَقْلة: الحصاة تُلقِيها في الماء تعرِف قَدْرَه. قال: قَذَفُوا سَيِّدَهُمْ في ورطةٍ *** قذْفَكَ المَقْلةَ وَسْطَ المُعْتَرَكْ ويقال: هي الحصاة التي يُقْسَم عليها الماءُ في المَفَاوز. ومَقَلهُ في الماء: غَوَّصَه فيه. وتماقَلا: تغَاوَصا. والكلمة الأخرى المُقْل: حَمْل الدَّوْم. (مقه) الميم والقاف والهاء كلمةٌ تدل على لَون. يقولون: المَقَهُ: بياضٌ في زرقة. وامرأة مَقهاءُ وشرَابٌ أمْقَهُ. قال: إذا خفَقَت بأمْقَه صَحصحانٍ *** رؤوسُ القَوم والتزَموا الرِّحالا (مقو) الميم والقاف والحرف المعتلّ. يقال فيه: امْقُ هذا مَقْوكَ مالَك، أي صُنْه صِيانَتَك مالَك. ومَقَوْتُ السَّيف: جَلَوْتُه، وكذا المِرْآة. قال ابن دريد: جاء بهما يُونس وأبو الخَطَّاب. (مقت) الميم والقاف والتاء كلمةٌ واحدةٌ تدل على شَناءةٍ وقُبْح. ومَقَته مَقْتاً فهو مَقِيتٌ وممقوت. ونِكاح المَقْت كان في الجاهليّة: أن يتزوَّج الرَّجُل امرأة أبِيه. (مقد) الميم والقاف والدال لا نَعرِف فيه شيئاً، إلاَّ أنَّ المَقدِّيَّ: شرابٌ منسوبٌ إلى قريةٍ بالشَّام، يتَّخَذُ من العَسَل. (مقر) الميم والقاف والراء كلمةٌ واحدة، هي المَقِر: شِبْه الصَّبِر. وأمْقَرَ الشَّيءُ: أمَرَّ. واللَّبنُ الحامضُ مُمْقِر. ومن هذا قولهم: سَمَكٌ مَمْقُورٌ. والمَقْر: إنْقاع السَّمَك المالح في الماء. وقال ابن دريد: أمقرتُ لفلانٍ الشَّرَابَ: أمْررتُه له. (مقس) الميم والقاف والسين كلمةٌ واحدة. يقال مَقِسَتْ نفسُه: غثت. وتمقَّستْ* أيضاً. قال: * نَفسِي تَمقَّسُ عن سُمَانَى الأقْبُرِ * (مقط) الميم والقاف والطاء كلماتٌ لا تَرجِع إلى قياسٍ واحد، بل هي متباينةٌ جِدَّاً. فالمِقَاط: حبلٌ شديد الإغارة. والمَقْط: ضَرْبك بالكُرة على الأرض ثم تأخذُها إذا نَزَلتْ. قال: * بكفّي مَاقِطٍ في صاعِ * ومَقَطْتُ صاحبي أمْقُطُه، إذا غِظتَه. والماقِط: الحازِي الذي يتكهّن ويطرُق بالحَصَى. (مقع) الميم والقاف والعين كلماتٌ تدلُّ على نوعٍ من الضَّربِ والرَّمْي. ومُقِع فلانٌ بالشَّيءِ رُمِيَ به. والمَقْع: أشدُّ الشُّرب. والفصيل يمقَع أمَّه، إذا رضِعها. ومن الباب: امتُقِع لونُه: تغيَّر، كأنَّه ضُرِب بشيءٍ حَتَّى يتغيَّر؛ وكذا انتُقِعَ، وسيأتي. والله أعلم.
(مكل) الميم والكاف واللام كلمةٌ تدل على اجتماعِ ماء. ومَكَلَت البئرُ: اجتمعَ ماؤُها في وَسَطها. ومجتمع الماء مَُكْلَة. وبئر مَكُول، والجمع مُكُل. (مكن) الميم والكاف والنون كلمةٌ واحدة. المَكْن: بَيض الضَّبّ. وضَبٌّ مَكُونٌ. [قال]: ومَكْنُ الضِّباب طَعامُ العُرَيبِ *** ولا تَشتهيهِ نفوسُ العَجَمْ والمكُنات: أوكار الطّير، ويقال مَكِنات. (مكا) الميم والكاف والحرف المعتل أصلٌ صحيح يدلُّ على معان ثلاثة: أحدها شيءٌ من الأصوات، والآخَر خشونة في الشيء، والآخِر ضربٌ من العَسَل. فالأوَّل مكا يمكو: صَفَر في يَدِهِ وقد جَمَعها، مُكَاءً. قال عنترة: * تمكُو فَريصتُه كشِدق الأعلم * يصف طعنةً [تسمع] لها صوتاً حين تنفرِج وتنضمّ. والمُكَّاء: طائرٌ، سمِّي لأنه يمكو. قال: إذا غَرَّدَ المُكَّاءُ في غيرِ روضةٍ *** فوَيلٌ لأهل الشَّاءِ والحُمُراتِ ويقولون: مَكَتِ اسْتُه تمكُو، إذا حَبَق. وأمَّا المَكَا والمَكْو فمجثِمُ الأرنب. قال الطرِمّاح: * كم بِهِ من مَكْوِ وحشِيَّةٍ * والأخرى قولهم: مَكِيَتْ يدُه تَمْكَى مَكَىً: غلُظت وخَشُنت. والثالثة تمكَّى، إذا توضّأ. قال: * كالمتَمكِّي بدمِ القتيل * وأصله قولهم تمكّى الفَرَس: حكَّ عينَه بركبَتِه. (مكث) الميم والكاف والثاء كلمةٌ تدلُّ على توقف وانتظار. ومَكَثَ مَكْثاً ومُكْثاً ورجل مَكِيث: رزينٌ غير عجول. ومَكَثَ ومَكُثَ والتمكُّث: الانتظار. (مكد) الميم والكاف والدال كلمةٌ تدلُّ على ثباتٍ. ومَكَدَ بالمكان: أقام. قال أبو عبيد: وهو من قولهم: ناقَةٌ مَكُودٌ، إذا ثَبَت غُزْرُها. ويقال إنَّ البئر الماكدة: التي ثبت ماؤُها على قَرْنٍ واحد لا يتغيَّر. والقَرْن. قرْن القامة. (مكر) الميم والكاف والراء كلمتانِ متباينتان: إحداهما المَكْر: الاحتيال والخِداع. ومَكَرَ به يمكُر. والأخرى المَكْر: خَدَالة السَّاق. وامرأةٌ ممكورة السَّاقَين. (مكس) الميم والكاف والسين كلمةٌ تدلُّ على جَبْيِ مالٍ وانتقاصٍ من الشيء. ومَكَس، إذا جَبَى. والمَكْسُ: الجِباية قال زُهير: وفي كلِّ أسواقِ العراقِ إتاوةٌ *** وفي كلَّ ما باعَ امرؤٌ مَكْسُ دِرهم والله أعلم بالصواب.
(ملي) الميم واللام والحرف المعتل. كلمة واحدةٌ هي الزَّمن الطّويل. وأقامَ ملِيَّاً، أي دهراً طويلاً. وتَملَّيْتُ الشّيءَ، إذا أقامَ معك زماناً طويلاً. والمَلَوانِ: طرَفا اللَّيل والنهار. والمُِلاوة: الحِِين. وإذا هُمِز دلَّ على المساواة والكمال في الشَّيء. ومَلأْتُ الشّيءَ أملَؤُه مَلْئاً. والمِلء: الاسم للمِقدار الذي يُملأ؛ وسمِّي لأنَّه مساوٍ لوِعائه في قَدْره. ويقال: أعطِنِي مِلأَه ومِلأيْهِ وثلاثة أمْلائِه. ومنه أمْلأَ النَّزْعَ في القَوس، إذا بالَغَ. ومنه* المَلأ: الأشْراف من الناس، لأنَّهم مُلِئُوا كرماً. فأمّا قولُ الشَّاعر: تنادَوْا يالَ بُهْثَةَ إذ لَقُونا *** فقُلْنا أحسني مَلأً جُهَينا فقال قوم: أراد به الخُلُق. وجاء في الحديث: "أحْسِنُوا أملاءكم" والمعنى فيه أنَّ حسن الخُلُق من سجايا المَلأ، وهم الشِّراف الكِرام. (مله) الميم واللام والهاء. يقولون: هو مُمْتَلَه العقلِ: ذاهبُه. (ملث) الميم واللام والثاء كلمة. يقال أتيتُه مَلَثَ الظَّلامِ، كما يقال مَلَسَ الظلامِ، وهو اختلاطُه. (ملج) الميم واللام والجيم كلمة. يقال: مَلَجَ الصبيُّ: تناولَ الثَّدي لِلرَّضاع بأدنى فمه. وفي الحديث: "لا تُحرِّم الإملاجةُ والإملاجَتان" وهي أن تُمِصَّه لبَنَها مرَّةً أو مرّتين. (ملح) الميم واللام والحاء أصلٌ صحيح له فروع تتقاربُ في المعنى وإن كان في ظاهرها بعضُ التَّفاوت. فالأصل البَياض، منه المِلح المعروف، وسمِّي لبياضه. قال: أحْفِزُها عنِّي بذي رونقٍ *** أبْيضَ مِثلِ المِلح قَطَّاعِ ويقال ماء مِلحٌ، وقد قالوا مالح، ذكره ابنُ الأعرابيِّ واحتجَّ بقوله: صَبَّحنَ قَوّاً والحَمَامُ واقِعُ *** وماءُ قَوٍّ مالحٌ وناقِعُ
وملح الماءُ. وسَمكٌ مملوحٌ ومَليح. وأملَحْنا: أصبنا ماءً مالحاً. وأملَحَ الماءُ أيضاً. قال نُصَيب: وقد عاد عَذبُ الماءِ مِلحاً فزادني *** على مَرضي أن أَملَحَ المشرَبُ العذبُ ومَلَحْتُ القدر: ألقَيْت مِلحَها بقَدَر. وأمْلَحتُها: أفسَدْتُها بالمِلح. ويقال مَلَّحت النّاقةَ تمليحاً، إذا لم تَلقَح فعولِجَتْ داخِلَتُها بشيءٍ مالح. ومَلُح الشَّيءُ مَلاحةً ومِلْحاً. والمُمَالَحة: المُواكلة. ثم يستعار المِلْح فيسمَّى الرَّضاع مِلْحاً. وقالت هَوَازِنُ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لو كُنَّا مَلَحْنا للحارث بن أبي شَمِر أو للنُّعمان بن المُنذِر لَحفِظ ذلك فينا"، أرادو أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان مُسترضَعاً فيهم. ويستعيرون ذلك للشَّحم يسمُّونه المِلْح. يقال املَحْتُ القِدرَ: جعلتُ فيها شيئاً من شَحم. وعليه فُسِّر قوله: لا تلُمْها إنَّها من نِسْوةٍ *** مِلْحُها موضوعةٌ فوقَ الرُّكَبْ هَمُّها السِّمَن والشّحم. والمُلْحة في الألوان: بياضٌ، وربَّما خالَطَه سوادٌ. ويقال كَبشٌ أملَحُ. ويقال لبعضِ شُهور الشِّتاء مِلْحان، لبياض ثلجه. والمَلْحاء: كَتيبةٌ كانت لآل المنذر. والمَلاّح: صاحبُ السفينة، قياسُه عندنا هذا، لأنَّ ماءَ البَحرِ ملحٌ وقال ناسٌ: اشتقاقُهُ من المَلْحِ: سُرعة خَفَقان الطَّيرِ بجَناحَيه. قال: * مَلْحَ الصُّقورِ تحت دجنٍ مُغْيِنِ * ومما شذَّ عن الباب المُلاَّح من نَبات الحمْض، إلاَّ أن يكون في طَعمِهِ مُلوحة. والمَلْحاء: ما انحدر عن الكاهل والصُّلب. والمَلَح: ورمٌ في عُرقوب الفَرَس. (ملخ) الميم واللام والخاء أصلٌ صحيح يدلُّ على إخراج شيء من وعائه أو من غيره. وامتَلَخَت العُقَاب عينه: أخرجَتْها. وامتلَخْتُ اللِّجَامَ من رأس الدابَّة. والمليخ: اللَّحمُ لا طَعمَ له. و [المَلاَّخ: الملاّق] لأنَّه يستخرج الإنسان أو ما عنده بملَقِه. قال رؤبة: * ملاّخُ المَلَقْ * و [منه] قول الحسن: "يَمْلَخُ في الباطل". (ملد) الميم واللام والدال كلمةٌ تدلُّ على نَعْمةٍ ولِين وملاسةٍ. وشاب أمْلَدُ: ناعِمٌ. والملَد المصدر. وامرأةٌ مَلْداءُ: معتدلة الخَلْق حَسنة. وغصنٌ أُمْلُودٌ: ناعم. وملَّدتُ الأديم: مرَّنتُه. والإمليد من الصَّحارى كإمليس: الصَّحصَح. [و] منه المَلَدان. (ملذ) الميم واللام والذال ذكروا فيه كلمتين أيضاً. المَلْذ: أن يكون يمُدُّ الفرس ضَبْعَيْه في عَدْوه حتَّى لا يجد مزيداً. ومَلَذَه بالرُّمح: طعَنَه به. قال أبو بكر: المَلْذ: السُّرعة في المجيء والذهاب. وذئبٌ مَلاَّذٌ. (ملس) الميم واللام والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على تجرُّدٍ في شيء، وألاّ يَعْلَقَ به شيء، فهو أملَسُ. ويقال للرّجُل الذي لا يَلْصَق به ذمٌّ: هو* أملَسُ الجِلد قال: * فَمُوتَنْ بها حُرَّاً وجلدُك أمْلَسُ * وأرضٌ أمالِيسُ: لا نباتَ بها. ويقال في البيع: "المَلَسَى لا عُهْدَةَ له"، أي لا متعلَّق لـه. وقد سبق ذكره ومن الباب المَلْس: سَلُّ الخُصيةِ بعروقها. وكبش مملوسٌ. ومنه المَلْس: السَّوق الشَّديد، أي إنَّه يمضي حتى لا يمكن أن يُتعلَّقَ به. وقولهم: أتيتُه مَلَسَ الظَّلام من باب الثاء، وقد فسَّرْناه ورُمَّانٌ إملِيسيٌّ. (ملص) الميم واللام والصاد قريبٌ من ملس، وهو يدلُّ على إفلات الشَّيء بسرعة. وامَّلَص الشيءُ من يدي: أفلَتَ، امِّلاصاً. ومَلِصَ الرِّشاءُ من اليد يَمْلَص. قال: * فرَّ وأعطانِي رِشَاءً مَلِصا * ومنه أمْلَصَت المرأةُ: رمَت بولدها إملاصاً؛ والولد مَلِيص. ومنه سيرٌ إمليص: سريع. (ملط) الميم واللام والطاء أُصيلٌ يدلُّ على تسويةِ شيءٍ وتسطيحه. وملَّطت الحائطَ بالمِلاط أُملِّطه تمليطاً: طيَّنته وسويْتُه والمِلاطان: الجَنْبان، كأنَّهما مُلِطا مَلْطاً. وابنا مِلاَطٍ: العضدان. والأمْلَط: الذي لا شَعَْر عليه. ويقاس على هذا فيُقال للرّجُل القليل الخيرِ المتمرِّد: مِلْطٌ. قال أبو بكر: وكلُّ شيءٍ ملّطته فهو مِلاطٌ. (ملع) الميم واللام والعين أصلٌ يدلُّ على سرعةٍ وخِفّةٍ. ومَلَعت النّاقةُ في سَيرها وناقةٌ مَيْلَع فَيْعَلٌ منه. والمَلْع: السُّرْعة في المرور والاختطاف. ومن الباب المَلِيع: الأرضُ لا نباتَ بها. (ملغ) الميم واللام والغين كلمةٌ. يقولون: المِلْغ: الأحمق. و التملُّغ: التحمُّق. (ملق) الميم واللام والقاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على [تجرُّد] في الشيء ولين. قال ابن السكِّيت: المَلَق من التملُّق، وأصله التَّليين. والمَلَقَة: الصَّفاة المَلْسَاء. ويقال الإملاق: إتلافُ المال حَتَّى يُحوِج. والقياس واحد، كأنَّه تجرَّدَ عن المال. وانْمَلَقَ ساعدُ الرجل: انسحَجَ من حَمْل الأحمال. قال: وحَوقَلٌ ساعدُه قد انْمَلَقْ *** يقول قَطْباً ونِعمَّا إن سَلَق والمَلَقَة: الأرض لا يكاد يَبيِن فيها أثر، والجمع المَلق والمَلَقَات. ومَلَقْتُ الثوب: غَسَلتُه، لأنَّك تجرِّده عن الوسَخ. (ملك) الميم واللام والكاف أصلٌ صحيح يدلُّ على قوّةٍ في الشيء وصحة. يقال: أملَكَ عجِينَه: قوَّى عَجنَه وشَدَّه. وملّكتُ الشَّيءَ: قوّيتُه قال: فملّكَ باللِّيط الذي فوق قِشرها *** كَغِرقئِ بيض كنَّه القيضُ من عَلِ والأصل هذا. ثم قيلَ مَلَكَ الإنسانُ الشَّيء يملِكُه مَلْكاً. والاسم الملْك؛ لأنَّ يدَه فيه قويّةٌ صحيحة. فالمِلْك: ما مُلِك من مالٍ. والمملوك: العبْد. وفلانٌ حَسن المَلَكة، أي حسن الصَّنيع إلى ممالكيه. وعبدُ مَمْلكةٍ: سُبِيَ ولم يُملَك أبواه. وما لفلانٍ مولى مَلاَكةٍ دونَ الله تعالى، أي لم يملكْه إلاّ هو. وَكنّا [في] إملاكِ فلانٍ، أي أملكناه امرأتَه. وأملكناه مثل ملّكناه. والمَلَك: الماء يكون مع المسافر، لأنَّه إذا كان معه مَلَك أمرَه. (ملو) الميم واللام والحرف المعتلّ أصل صحيح يدلُّ على امتدادٍ في شيءٍ زمانٍ أو غيره. وأملَيت القيدَ للبعير إملاءً، إذا وسَّعته. وتملّيت عُمْرِي، إذا استمتَعت به. والمَلَوانِ: اللّيل والنهار. والملاوة: ملاوة العيش، أي قد أُمليَ له. ومن الباب إملاء الكتاب. والله أعلم بالصَّواب. ………………….... تم كتاب الميم والله أعلم بالصواب
(نأ) النون والهمزة أصلٌ يدلُّ على ضَعف في الشيء. فالنَّأنأة: الضَّعف. ورجلٌ نأناءٌ، إذا كان ضعيفاً. قال امرؤ القيس: لعمركَ ما سعدٌ بِخُلَّة آثمٍ *** ولا نأْنأٍ عِند الحفاظِ ولا حَصِرْ قال أبو زيد في كتاب الهمز: نأنأت رأيي نأنأةً، إذا خلَّطت فيه. (نب) النون والباء كلمتان. نَبَّ التَّيس نبيباً: صوَّتَ عند السِّفاد. والأُنبوب: ما بين كلِّ عُقدتينِ من رُمحٍ وغيرِه. (نث) النون والثاء أصلٌ صحيح يدلُّ على نَشْر شيءٍ وانتشاره. ونثُّ الحديثِ: إفشاؤُه. وجاء فلانٌ يَنِثُّ سِمَناً، كأنّه يتصبَّب سِمَناً. وفي الحديث: "يجيءُ أحدهم ينِثُّ كما ينِثّ الحَمِيتُ". (نج) النون والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على تحرُّكٍ واضطرابٍ، وشِبه ذلك. فالنَّجْنَجَة: الجَوْلة عند الفَزَع. يقال نَجْنَجُوا. والنَّجنجة: ترديد الرأي. وتَنَجْنَجوا: أصافُوا في الموضع الذي أربَعوا فيه ثم عزَموا على تحضُّر المِياه. وتَنَجنَج لحمُه: استرخَى. ونَجَّت القُرحَة: سالت. (نح) النون والحاء كلمةٌ يُحكَى بها صوت. فالتَّنحنُح معروف. [و] النَّحيح: صوت يردِّده الإنسان في جَوفه. وحكِيت كلمةٌ ما ندري كيف صِحتها. وليس لها قياس. يقولون: ما أنا بِنَحيح النَّفس عن كذا، أي طيِّب النَّفسِ. (نخ) النون والخاء أصلٌ صحيح، غير أنَّه مُخْتَلفٌ في تأويله، وهو النُخَّة في حديث النبيِّ صلَّى الله عليه وآله وسلم: "ليس في الجَبْهة ولا في النَُّخّة صدقة". قالوا النَّخّة: الرَّقيق. وقال الفرّاء: النخة أن يأخذ المصَدِّق ديناراً بعد فَراغه من الصَّدقةِ لنفسه. واللَّفظ لا يقتضي هذا، ولعلَّ لَفظ الذي رواه الفراء: "ولا نخّة" وأنشد: عمّي الذي مَنَع الدِّينارَ ضاحيةً *** دينارَ نَخَّةِ كلبٍ وهو مشهودُ ويقال النخَّة: الحمير، وهي بفتح النون وضمها. وقال أبو بكر: تَنَخْنَخ البعيرُ: بَرك ثم مكَّن لثَفناته في الأرض. (ند) النون والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على شُرودٍ وفراق. وندَّ البعير نَدَّاً ونُدوداً: ذهَبَ على وجهه شارداً. ومن الباب النِدُّ والنَّديد: الذي ينادُّ في الأمر، أي يأتي برأيٍ غيرِ رأيِ صاحبِه. قال: لئلاَّ يكونَ السَّندرِيُّ نديدتِي *** وأشْتُمَ أعْماماً عُموماً عَماعِما والنَّدُّ فيما ذكر ابنُ دريد: التَّلُّ المرتفِع في السماء، ويكون هذا قريباً من قياسه. والنِّدُّ من الطِّيب ليس عربياً. (نز) النون والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على خِفَّة وقِلّة. من ذلك الظَّلِيمُ النَّزُّ: الذي لا يكاد يستقرُّ في مكان. والنّزُّ: الرَّجُل الخفيف الذكيّ، وكذا النَّاقة النَّزَّة. ومنه النَّزُّ، وهو ما تحلَّبَ من الأرض من ماء. وأنَزَّت الأرض: صارت ذاتَ نَزّ. وسمِّيَ نَزَّاً لقِلّته وَخِفَّة أمرِه. (نس) النون والسين أصلٌ صحيح له معنيان: أحدهما نوعٌ من السَّوْق، والآخر قِلّة في الشيء ويُختصّ به الماء. فالأوَّل نَسَّ إبلَه ينُسُّها نَسَّاً: ساقها. والثاني قولهم: نسَّت القطاةُ: عَطِشت. ويقال لمَكَّة النَّاسَّة، لقلّة الماء بها. ونَسَّتِ الخُبْزةُ نَسّاً: يبست. ونسّت الجُمَّة: تشعَّثَت، وذلك لِقلّة الدُّهن فيها. ويقال للبَلَل الذي يكون برأس العود إذا أُوقِدَ: النَّسِيسة، وبه تشَبَّهُ بقيّةُ النّفْس. قال: ويقال له النَّسيس. (نش) النون والشين ليس بشيء، وإنَّما يُحكَى به صوتٌ. منه النَّشِيش: صوت الماء وغيرِه إذا غُلِيَ. ومنه أرضٌ نَشِيشَة، *إذا كانت مِلحةً لا تُنبت، وأرض نَشَّاشَة. ومنه نَشَّ الغديرُ: أخَذَ ماؤُه في النُّضوب. (نص) النون والصاد أصلٌ صحيح يدلُّ على رَفعٍ وارتفاعٍ وانتهاء في الشّيء. منه قولُهم نَصَّ الحديث إلى فلان: رفَعَه إليه. والنَّصُّ في السَّير أرفَعُه. يقال: نَصْنَصْتُ ناقتي. وسيرٌ نصٌّ ونَصِيص. ومِنَصَّة العروس منه أيضاً. وبات فلانٌ منتَصَّاً على بعيره، أي مُنْتَصِباً. ونصُّ كلِّ شيء: مُنتهاه. وفي حديث عليٍّ عليه السلام: "إذا بلَغَ النساء نَصَّ الحِقاق"، أي إذا بلَغْنَ غايةَ الصِّغَر وصِرنَ في حدِّ البُلوغ. والحِقَاقُ: مصدر المُحاقَّة، وهي أن يقول بعضُ الأولياء: أنا أحقُّ بها، وبعضُهم: أنا أحقّ. ونصَصْت الرّجُل: استقصيتُ مسألتَه عن الشَّيء حتَّى تَستخرِجَ ما عنده. وهو القياس، لأنَّك تبتغي بلوغَ النِّهاية. ومن هذه الكلمة [النَّصنصة]: إثبات البعير رُكبتَيه في الأرض إذا هَمَّ بالنُّهوض. والنَّصنصة: التَّحريك. والنُّصَّة. القُصَّة من شَعر الرّأس، وهي على موضعٍ رفيع. (نض) النون والضاد أصلانِ صحيحان أحدُهما يدلُّ على تيسيرِ الشَّيء وظُهورِه، والثاني على جنسٍ من الحركة. الأوَّل: قولُ العرب: خذ ما نَضَّ لك من دَينٍ، أي تَيسَّر. وفلانٌ يستنضُّ مالَ فلانٍ، أي يأخذه كما تيسَّر. والنَّضيض من الماء: القَليل. فأمّا النَّاضُّ من المال فيقال: هو ما له مادَّةٌ وبقاء، ويقال بل هو ما كانَ عَيناً. وإلى هذا يذهب الفُقهاءُ في الناضّ. (نط) النون والطاء. يقولون النّطانِط من الرِّجال: الطِّوال، الواحد نَطْنَاط، ونطنطت الشَّيء: مددتَه. (نع) النون والعين أصلٌ صحيح يدلُّ على مَيلٍ واضطراب. ويقال للشَّيء إذا مالَ واضطرب: تنَعنعَ. والنُّعنُع: الهَنُ المسترخي. والنُّعنُعِ: الطَّويل من الرِّجال المضطرِب الخَلْق. ويقولون: تَنَعنَعَ منّا، أي تباعَدَ. قال ذو الرُّمة: * النازحُ المتنعنِعُ * (نغ) النون والغين كلمةٌ تدلُّ على بَعض الأعضاء. والنَّغانغ: لَحَمَاتٌ تكون في الحَلْق عند اللَّهاة، الواحد نُغْنُغ. قال جرير: غَمزَ ابنُ مُرّةَ يا فرزدقُ كينَها *** غَمْز الطبيبِ نغانغَ المعذورِ وقد تسمَّى الزَّوائدُ في باطن الأُذنين النَّغانغ. (نف) النون والفاء كلمةٌ واحدة، هي النَّفنَف: الهواء. وكلُّ مهوىً بينَ شيئينِ نَفنف. قال الشَّاعر: تُعلَّقُ في مثل السَّوارِي سيوفُنا *** وما بينَها والكعِب غَوْطٌ نفانِفُ (نق) النون والقاف أُصَيلٌ يدلُّ على صوتٍ من الأصوات. ونقَّت الضَّفادع: صوّتت، وهي النَّقَّاقة. وكذلك الدَّجاجة تُنقنِقُ للبيض. وقد يقال ذلك للنقاقة والنِّقْنِقُ: الظَّليم، لأنه يُنَقنِق. ومما شذَّ عن الباب نقنقَتِ العينُ: غارت. (نم) النون والميم أصلٌ صحيح له معنيان: أحدهما إظهار شيءٍ وإبرازُه، والآخر لونٌ من الألوان. فالأوَّل ما حكاه الفراء، يقال: إبلٌ نمَّة: لم يَبْقَ في أجوافها الماء والنَّمَّام منه، لأنَّه لا يُبقي الكلام في جوفِه. ورجلٌ نَمَّام. ويقولون: أسْكَتَ الله نَامَّتَه: ما ينمُّ عليه من حركته. والنَّميمة: الصَّوت والهَمْس، لأنَّهما يَنُِمّان على الإنسان. ومنه النَّمَّام: رَيحانٌ يدلُّ عليه رائحتُه. ومنه قولهم: ما بها نُمِّيٌّ، أي أحد، كأنهما يريدون ذو حركة تدلُّ عليه. وقولهم للفلس: نُمِّيٌّ ليس عربيَّاً. والأصل الآخر النَّمنَمة: مُقارَبَة الخطوط. والنُِّمنُِم: البياض يكون على الأظفار، الواحد نُِمنُِمة.
(نهي) النون والهاء والياء أصلٌ صحيح يدلُّ على غايةٍ وبلوغ. ومنه أنهيت إليه الخَبر: * بلَّغته إياه. ونِهايةُ كلِّ شيءٍ: غايته. ومنه نَهَيته عنه، وذلك لأمرٍ يفعله. فإذا نَهَيته فانتهى عنك فتلك غايةُ ما كان وآخِره. وفلانٌ ناهِيكَ من رجلٍ وَنَهْيُك، كما يقال حسبك، وتأويله أنَّه بِجدِّه وغَنَائه ينهاك عن تطلُّبِ غيره. وناقة نَهِيَّةٌ: تناهَتْ سِمَناً. والنُّهْيَة: العقل، لأنَّه ينهَى عن قبيح الفِعل والجمع نهىً. وطَلَبَ الحاجة حتَّى نَهِيَ عنها، تركها، ظفِر بها أمْ لا، كأنه نَهَى نفسَه عن طلبِها. والنَّهْي والنِّهْي: الغدير، لأنَّ الماء ينتهي إليه. وتَنهِيَةُ الوادي: حيثُ ينتهي إليه السُّيول. ويقال إنَّ نِهاءَ النَّهار: ارتِفاعُه. فإنْ كان هذا صحيحاً فلأنَّ تلك غايةُ ارتفاعِه. ومما شذَّ عن هذا الباب إن صح يقولون النُّهاء: القوارير، وليس كذلك عندنا. وينشدون: تَرُضُّ الحصَى أخفافُهنَّ كأنّما *** يُكسَّر قَيْضٌ بيْنها ونِهاءُ (نهأ) النون والهاء والهمزة. إذا همز ففيه كلمةٌ واحدة، وهي من الإبدال، يقول: أنهأْتُ اللَّحم، إذا لم تُنضِجْه. وهذا عندنا في الأصل: أنيأْته من النِّيِّ، فقلبت الياء هاء. (نهب) النون والهاء والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على توزُّع شيءٍ في اختلاسٍ لا عن مساواة. منه انتهابُ المالِ وغيرهِ. والنُّهْبى: اسم ما انتُهِب. ومنه المُناهَبة: أنْ يتبارى الفَرَسانِ في حُضْرِهما. يقال: ناهب الفَرسُ [الفرسَ]، كأنهما يتناهبان الحُضْر والسَّبَق ويقال نَهَبَ النّاسُ فلاناً بكلامهم: تناوَلُوه به. والقياسُ واحد. (نهت) النون والهاء والتاء كلمةٌ تدلُّ على حكايةِ صوت. فالنّهِيتُ: دُونَ الزَّئير. وأسَدٌّ نَهَّات. ونَهت الرجُل: زحَرَ. وحِمارٌ نهّات. (نهج) النون والهاء والجيم أصلانِ متباينان: الأوَّل النَّهْج، الطّريق. ونَهَج لي الأمْرَ: أوضَحَه. وهو مُستقيم المِنْهاج. والمَنْهج: الطَّريق أيضاً، والجمع المناهج. والآخر الانقطاع. وأتانَا فلانٌ يَنْهَج، إذا أتى مبهوراً منْقَطِع النَّفس. وضربت فلاناً حتى أُنْهِج، أي سقط. ومن الباب نَهجَ الثّوبُ وأنْهَجَ: أخلق ولمّا ينشَقّ. وأنهجَه البِلَى. قال أبو عُبيدٍ: لا يقال نَهج. (نهد) النون والهاء والدال أصلٌ صحيح يدلُّ على إشراف شيءٍ وارتفاعِه. وفرَسٌ نَهْدٌ: مُشرِفٌ جَسِيم. ونَهَدَ ثَديُ المرأة: أشرَفَ وكَعَب؛ وهي ناهد. ويقولون للزُّبدة الضّخمةِ نَهِيدة. ومن الباب المناهَدةُ في الحروب، كالمناهَضَة، لأنّ كلاًّ ينْهَد إلى كلّ، قالوا: غير أنَّ النهوضَ يكون عَنْ قعود، والنهود كيف كان. ورجلٌ نَهْدٌ: كريمٌ يَنْهَد إلى معالي الأمور. والنّهْداء: رملة كريمة تُنبت كِرامَ البَقْل. ويقال أنْهَدْتُ الحوضَ: ملأَتُه، وهو حوض نَهدان. ويقولون - وما أدري كيف صِحّته -: إن التّناهُد: إخراجُ كلِّ واحدٍ من الرُّفقَاء نفقةً على قدرِ نَفقةِ صاحِبِهِ. (نهر) النون والهاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تفتُّح شيءٍ أو فتحِه. وأنْهَرْتُ الدَّم: فتحتُه وأرسلْته. وسمِّي النّهرُ لأنَّه يَنْهَر الأرض أي يشقُّها. والمَنْهَرة: فضاءٌ يكون بين بُيوت القَوم يُلقُون فيها كُناسَتَهم. وجمع النَّهر أنهارٌ ونُهُر. واستَنْهَرَ النّهرُ: أخَذَ مَجراه. وأنْهَر الماءُ: جرى. ونَهرٌ نَهِر: كثير الماء. قال أبو ذؤيب: أقامَتْ به فأبتنَتْ خَيمةً *** على قَصبٍ وفُراتٍ نَهِرْ ومنه النَّهار: انفِتاح الظُّلمة عن الضِّياء ما بين طُلوعِ الفجر إلى غروب الشَّمس. ويقولون: إنَّ النّهار يجمع على نُهُر. ورجلٌ نَهِر: صاحب نهارٍ كأنَّه لا ينبعث ليلاً. قال: * لستُ بِلَيلِيٍّ ولكنِّي نَهِرْ * وأمّا قولهم: النهار: فَرخُ بعضِ الطَّير، فهو مما [لا] يعرَّج على مِثله، ولا معنَى له. (نهز) النون والهاء والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على حركةٍ ونُهوض وتحريكِ الشَّيء. فالنَّهْز: النُّهوضُ لتناوُلِ الشيء؛ ومنه انتهاز الفُرصة. والنُّهْزة: كلُّ ما أمكنَكَ انتهازُه* يقال قد أعْرَض فانتهزْ. ونَهَزَتِ النَّاقةُ بصَدْرِها: نهَضَتْ للسَّير. ونَهَزَت الدّابةُ برأسها: دَفَعَتْ عن نفسها. ومن الباب ناهَزَ الصبيُّ البُلوغَ، إذا داناه، كأنَّه نَهَضَ له وتحرَّكَ. ونهَزْتُ ضَرْعَ النّاقة عند حَلْبها لتدُرّ، إذا ضربتَه بيدك. ونَهَزْت ماءَ الدَّلو بالماء: ضربتُه لتمتلئ الدّلْو. (نهس) النون والهاء والسين كلمةٌ تدلُّ على عضٍّ على شيء. ونهَسَ اللَّحْمَ: قبَضَ عليه ونترَه عِندَ أكلِه إيّاه. ومنه نَهَسَته الحية. (نهش) النون والهاء والشين أصلٌ صحيح، ومعناه معنى الذي قبله. قال ابن دريد: قال الأصمعيّ النَّهس والنَّهش واحد، وهو أخْذُ اللّحمِ بالفَم. وخالفه أبو زيد فقال: النّهش: بمقدَّم الفم. (نهض) النون والهاء والضاد أصلٌ يدلُّ على حركةٍ في عُلُو. ونَهَض من مكانه: قام. وما لـه ناهِضَةٌ، أي قومٌ ينهضون في أمره ويقومون به. ويقولون: ناهضةُ الرّجلِ: بنو أبيه الذي يَغضَبون له. ونَهَضَ النَّبْتُ: استَوَى. والنَّاهض: الطائر الذي وَفَرَ جناحاهُ وتهيَّأ للنُّهُوضِ والطَّيَران. ونِهَاضُ الطُّرُق: صُعُدها وعَتَبها، الواحدة نهضة. وأنْهُض البَعيرِ: ما بين كَتِفِهِ إلى صُلْبه. (نهط) النون والهاء والطاء. زعم ابنُ دريد النَّهْط الطَّعْن. ونَهَطه بالرُّمح: طعنَه به. (نهع) النون والهاء والعين ليس بشيء. على أنهم يقولون: نَهَعَ، إذا تَهَوَّعَ من غير قَلْسٍ. (نهق) النون والهاء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على صوتٍ من الأصوات. فالنّهيق والنُّهاق: صوت الحمار. ونَوَاهِقُه: مخارج نُهاقِهِ من حَلْقِه ونَوَاهق الدّابة: عروقٌ اكتنفتْ خياشيمَه، الواحدة ناهقة. (نهك) النون والهاء والكاف أصلٌ صحيح يدلُّ على إبلاغٍ في عقوبة وأذى. ونَهَكَتْهُ الحُمَّى: نَقَصَتْ لحمه. وأنْهَكهُ السُّلطانُ عقوبةً: بالَغَ. ومن الباب انتهاكُ الحرمة: تنَاوُلُها بما لا يحِلّ. والنّهِيك: الأسد والشُّجاع، لأنَّهُما يَنْهَكان الأقران. (نهل) النون والهاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على ضَرْبٍ من الشُّرْبِ. ونَهِلَ: شرِبَ في أوّل الوِرد. وأنْهلْتُ الدّوابّ. والمَنْهل: المورِد. والنّاهل: الريّان. وربما قالوا للعطشان ناهل. وهذا لعلَّه أن يكون على معنَى الفأل. قال: * ينهَلُ منه الأسَلُ النّاهلُ * أي تَروى منه الرِّماح العِطاش. (نهم) النون والهاء والميم أصلانِ صحيحان، أحدُهما صوتٌ من الأصوات والآخر ولُوع بشيء. فالأوَّل النَّهيم: صوت الأسد. والنّهيم: زَجْرُك الإبل إذا صِحْتَ بها. تقول: نَهَمْتُها، إذا صِحْتَ بها لتَمضي. قال: ألاَ انهِمَاها إنَّهَا مَناهيمْ *** وإنما ينْهِمَها القَومُ الهِيمْ ويقال للحَذْف بالعَصَا والحذف بالحَصَى نَهْمٌ؛ ولا بدَّ من أن يكون لِمَا يُحْذَف به أدنى صوت. قال: * يَنْهَمْنَ بالدّارِ الحَصَى المنهوما * فأمّا الآخر فالنَّهْمة: بلوغ الهِمّة في الشَّيء. وهو منهومٌ بكذا: مُولَعٌ به. ويقال منه نُهِمَ يُنْهَمُ. ومما شذَّ عن البابين النِّهَامِيّ: الحَدَّاد.
(نوي) النون والواو والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على معنيين: أحدهما مَقْصَدٌ لشيء، والآخر عَجَمُ شيء. فالأوَّل النَّوَى. قال أهلُ اللغة: النَّوَى: التَّحَوُّل من دار إلى دار. هذا هو الأصل، ثم حمل عليه البابُ كلُّه فقالوا: [نوَى] الأمرَ يَنوِيه، إذا قَصَدَ له. وممَّا يصحِّح هذهِ التآويلَ قولُهم: نَوَاه الله، كأنَّه قَصَدَه بالحِفْظِ والحِياطة. قال: يا عَمرُو أحسِنْ نَواكَ اللهُ بالرَّشَدِ *** واقرأْ سلاماً على الذَّلْفاءِ بالثَّمَدِ * أي قصَدَك بالرَّشَد. والنِّيَّة: الوجه الذي تَنْوِيه. ونَوِيُّكَ: صاحبُك نيَّتُه نِيَّتُكَ. والأصل الآخر النَّوَى: نَوَى التَّمْر. وربما عبَّروا به عن بعض الأوزان. ويقال إنَّ النَّوَاة زِنَةُ خمسة دَرَاهم. وتزَوَّجها على نواةٍ من ذهب، أي وزنِ خمسةِ دراهمَ منه. وبالهمز كلمةٌ تدلُّ على النُّهُوض وناءَ ينوءُ نوءاً: نَهَضَ. قال: فقلنا لهم تِلْكُمْ إذاً بَعْدَ كرَّةٍ *** نغادر صَرْعَى نوؤُها متخاذِلُ أي نهوضها ضعيف والنَّوْءُ من أنواءِ المطَر كأنَّه ينهَض بالمطر. وكلُّ ناهض بِثِقْلٍ فقد ناءَ. وناءَ البعيرُ بِحِمْلِهِ. والمرأة تنوء بها عجيزتُها، وهي تَنوءُ بها. فالأولى تُثْقَل بها، والثانية تنهض. ومن الباب المناوأة تكون بين القوم يقال: ناوَأَه، إذا عاداه. وهو قياسُ ما ذكرناه، لأنها المناهَضة، هذا ينوءُ إلى هذا وهو ينوءُ إليه أي يَنْهَض. (نوب) النون والواو والباء كلمةٌ واحدة تدلُّ على اعتياد مكان ورجوعٍ إليه. وناب يَنُوبُ، وانتاب ينتاب. ويقال إنَّ النُّوبَ: النَّحل، قالوا: وسمِّيَت به لرَعْيها ونَوْبِها إلى مكانها. وقد قيل إنَّه جمع نائب. وقول أبي ذؤيب: أرِقْتُ لذِكرِهِ من غير نَوْبٍ *** كما يَهْتاجُ مَوْشِيٌّ قَشِيبُ (نوت) النون والواو والتاء ليس عندي أصلاً. على أنهم يقولون: ناتَ ينُوت ويَنِيتُ، إذا تمايَلَ من ضَعف. فإنْ صحَّ هذا فلعلَّ النُوتيَّ وهو المَلاّح، منه. (نوح) النون والواو والحاء أصلٌ يدلُّ على مقابَلة الشّيء للشيء. منه تناوَحَ الجَبَلان، إذا تقابَلاَ، وتناوحت الرِّيحانِ: تقابلتا في المَهبّ. وهذه الرِّيح نَيِّحةٌ لتلك، أي مقابِلتُها. ومنه النَّوح والمنَاحة، لتقابُلِ النِّساء عند البُكاء. (نوخ) النون والواو والخاء كلمةٌ واحدة، وهي أنَخْتُ الجَمَل. فأمَّا فِعل المطاوَعة منه فقالوا: أنَخْتُه فبَرَك، وقال آخرون: استناخ. وجاء في الحديث: "وإن أُنِيخَ على صخرةٍ استناخ". وقال الأصمعيّ أنختُه فتَنَوَّخ. (نور) النون والواو والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على إضاءةٍ واضطراب وقِلّة ثبات. منه النور والنار، سمِّيا بذلك من طريقة الإضاءة، ولأنَّ ذلك يكون مضطرِباً سريعَ الحركة. وتنوَّرْتُ النّار: تبصَّرتُها. قال امرؤ القيس: تنوَّرتُها من أذرعات وأهلُها *** بيثربَ أدنى دارِها نظرٌ عالِي ومنه النَّور: نَور الشَّجر ونُوّارُهُ. وأنارت الشَّجرةُ: أخرجَتْ النَّوْر. والمَنَارة: مَفعلة من الاستنارة، والأصل مَنْوَرة. ومنه مَنَار الأرض: حُدودها وأعلامها، سمِّيت لبَيَانِها وظُهورها. والذي قُلناه في قِلّة الثبات امرأةٌ نَوَارٌ، أي عفيفة تنُورُ، أي تَنفِر من القَبيح، والجمع نُورٌ. ونارت: نَفَرت نَوْراً. قال: * أنَوْراً سَرْعَ ماذا يا فَروقُ * ونُرْت فلاناً: نَفَّرته. والنَِّوار: النِّفار. ومما شذَّ عن هذا الأصل النّؤُور: دُخَانُ الفَتيلة يتّخذُهُ كُحلاً وَوشْماً. ونَوَّرْت اللِّثة: غَرَزْتها بإبرةٍ ثم جعلت في الغَرز الإثمد. (نوس) النون والواو والسين أصلٌ يدلُّ على اضطرابٍ وتذبذُب. وناسَ الشَّيءُ: تذَبْذَب، ينُوس. وسمِّي أبو نُوَاسٍ لذُؤَابتينِ له كانَتَا تنوسانِ. ويقولون: نُسْت الإبلَ: سُقْتُها. (نوش) النون والواو والشين أصلٌ صحيح يدلُّ على تناوُل الشيء. ونُشْتُه نَوْشَاً. وتناوَشْتُ: تَنَاوَلْت. قال الله تعالى: {وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بعِيد} [سبأ 52]. ورَّبما عَدَّوْه بغير ألفٍ فقالوا: نُشْتُه خيراً، إذا أنَلتَه خيراً. وقول القائل: * باتت تَنُوشُ العَنَق انتياشا * (نوص) النون والواو والصاد أصلٌ صحيح يدلُّ على تردُّدٍ ومجيءٍ وذهاب*. وناص عن قرنه يَنُوص نَوْصاً. والمَنَاص المصدر، والمَلْجأ أيضاً. قال سبحانه: {وَلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ} [ص 3]. ويقولون: النَّوْص: الحِمار الوحشيّ لا يزالُ نائصاً: رافعاً رأسَه، يتردَّد كالجامح. وناوَصَ الجَرَّة: مارَسَها. ومرَّ تفسيرُه في باب الجيم. (نوض) النون والواو والضاد فيه كلماتٌ متباينة. الأولى النّوض: وُصْلةٌ ما بين العَجُز والمَتْن. والثانية قولهم: ناض في البِلاد: ذهب. والثالثة الأنواض: الأودية، واحدها نَوْض. (نوط) النون والواو والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تعليق شيءٍ بشيء. ونُطْتُه به: علَّقته به. والنَّوْط: ما يَتعلَّق به أيضاً، والجمع أنواط. وفي المثل: "عاطٍ بغير أنواط" أي إنَّه يعطو يتناول الشَّيء وليس له ما يتعلق به. والنِّيَاط: عِرقٌ علّق به القلب، والجمع أنْوطة، وهو النائط أيضاً. قال: * قَطْعَ الطَّبيب نائطَ المصفورِ * ونِياطُ المَفازةِ: بُعدها، سمِّي به لأنَّه كأنّه من بُعدِهِ نِيط أبداً بغيره. والأرنَب مقطِّعة النِّياط، لأنَّها تقطع البعيد. والتُّنَوِّط: طائر؛ وهو قياسُه لأنَّه يَنُوط كالخيوط من الشَّجرة يجعلها وكراً. ونِيطَ فُلانٌ: أصابته نوْطة، وهي وَرَمٌ في الصَّدر. وهو عِندنا من نِياط القَلْب، كأنَّ الوجعَ أصابَ نِياطَه. ويقولون: نَوْطةٌ من طَلْح، كما يقال عِيصٌ من سِدْر. وسمِّيت لتعلُّق بعضِها ببعض. وبئر نَيِّطٌ، إذا كانت قَدْرَ قامة. (نوع) النون والواو والعين كلمتانِ، إحداهما تدلُّ على طائفةٍ من الشيء مماثلةٍ له، والثانية ضربٌ من الحَركَة. الأوَّل النَّوع من الشيء: الضَّرْب منه. وليس هذا من نَوْعِ ذاك. والثاني: قولهم: ناعَ الغُصن يَنوعُ، إذا تمايَلَ، فهو نائع. وقال بعضهم: لذلك يقال جائع نائع، أي مضطرب من شِدَّة جُوعه مُتمايِل. ويَدْعُون على الإنسان فيقولون: جُوعاً له ونُوعاً له. (نوف) النون والواو والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على علوٍّ وارتفاع. ونافَ يَنُوف: طالَ وارتفع. والنَّوْف: السَّنام، وجمعه أنواف. وممكنٌ أن يكون قولهم: مائةٌ ونَيِّف من هذا، وقد ذكرناه في نيف للفْظِه. (نوق) النون والواو والقاف أصلٌ يدل على سمّوٍّ وارتفاع. وأرْفَعُ موضعٍ في الجبل نِيقٌ، والأصل الواو، وحوّلت ياءً للكسرة التي قبلها. وممكنٌ أن يكون النَّاقةُ من هذا القياس، لارتفاع خَلْقِها. وناقةٌ ونُوق. و"استَنْوَق الجملُ" تشبيهٌ بها، ويضرب مثلاً لمن ذَلَّ بعد عِزّ. والنّاقة: كواكبُ على هيئة النّاقة. وقولهم: تنوَّقَ في الأمر، إذا بالَغَ فيه، فعندنا أنَّه منه، وهم يشبِّهون الشيءَ بما يستحسنونه، وكأنَّ تنوَّق مقيسٌ على اسم الناقة، وهي عندهم من أحْسَنِ أموالهم. ومن قال تَنَوَّق خطأٌ فقد غَلِط، وقياسه ما ذكرناه. والنِّيقة لا تكون إلاَّ من تَنَوّق. يقولون مثلاً: "خَرْقاءُ ذات نِيقَة"، يُضرَب للجاهل بالشَّيء يدَّعي المعرفة به. (نوك) النون والواو والكاف كلمةٌ واحدة، هي النَّوَاكة والنُّوك وهي الحُمْق. ورجلٌ أنْوَك ومُسْتنوِكٌ، وهم نَوْكَى. (نول) النون والواو واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إعطاءٍ. ونَوَّلته: أعطيته. والنَّوال: العَطاء. ونُلْتُه نَولاً مثل أنلته. وقولك: ما نَوْلُكَ أن تفعل كذا؛ فمنه أيضاً، أي ليس ينبغي أن يكون ما تُعطِيناهُ مِنْ نوالِك هذا. وقولُ لبيد: وقفتُ بهنَّ حتَّى قال صحبي *** جَزِعتَ وليس ذلك بالنَّوالِ قالوا: النّوال: الصَّواب، وتلخيصه: ليس ذلك بالعطاء الذي [إن] أعطيتَناه كنتَ فيه مصيباً. وكذا قوله: فدَعِي الملامةَ ويْبَ غيرِكِ إنَّه *** ليس النّوال بلوم كلِّ كريم
والقياس في كلِّه واحد. ومما شذَّ عن الباب المِنْوال: الخَشَبة* يلُفُّ عليها النَّاسِج الثَّوب. (نوم) النون والواو والميم أصلٌ صحيح يدلُّ على جُمودٍ وسكونِ حركة. منه النَّوم. نامَ ينام نَوْماً ومَناما. وهو نَؤُومٌ ونُوَمَة: كثير النَّوم. ورجل نومةٌ:خاملٌ لا يُؤبَه له. ومنه استَنامَ لي فلانٌ، إذا اطمأنَّ إليه وسَكَنَ. والمَنَامة: القطيفة، لأنَّه ينامُ فيها. ويستعيرون منه: نامت السُّوق: كَسَدت. ونامَ الثَّوبُ: أخْلَقَ. (نون) النون والواو والنون كلمةٌ واحدة. والنُّون: الحُوت. و [ذو] النُّون: سيفٌ لبعض العرب، كأنَّه شُبِّه بالنون. (نوه) النون والواو والهاء كلمةٌ تدلُّ على سُموٍّ وارتفاع. وناه النَّبات: ارتفع. وناهَت النّاقةُ: رفعَتْ رأسَها وصاحت. ومنه نُهْتُ بالشَّيء ونوَّهتُ: رفعت ذِكْرَه. ويقولون: ناهَتْ نَفْسُه: قوِيَتْ.
|