الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***
(هذر) الهاء والذال والراء: كلمةٌ واحدة هي الهَذَر، وهو الهَذَيان. ورجلٌ مِهذارٌ وهذَرَة وهِذْرِيانٌ، أي كثير الكلامِ في خَطَل. (هذف) الهاء والذال والفاء. يقال سائقٌ هذَّافٌ: جادٌّ. (هذل) الهاء والذال واللام: أُصَيلٌ يدلُّ على صِغَرٍ وخِفَّةٍ وسُرعة. منه الهُذْلُول: الرجل الخفيف. وهَوْذَلَ الرّجُل: مَشَى بسُرعة. وهَوْذَلَ السِّقاء: تَمخّضَ. ومن الباب: الهَذاليل: تِلالٌ صِغار، الواحد هُذْلول، سمِّيت بها لصِغَرِها. ومن بعض هذا قياسُ اسمِ هُذَيْل. (هذم) الهاء والذال والميم: كلمةٌ صحيحة، تدلُّ على قَطعٍ لشيء. وهَذْم السَّيف: قَطْعُه. وسَيفٌ مِهْذَمٌ وهُذَامٌ وهَيْذَامٌ. ويسمَّى الشُّجاع هَيذاماً، تشبيهاً له بهذا السَّيف. (هذي) الهاء والذال *والحرف المعتلُّ: كلمةٌ واحدة: الهَذَيانُ: كلامٌ لا يُعقَل ككلام المَعتُوه. يقال: هَذَى يَهذِي. وحكى ابنُ دريدٍ في المهموز: هَذَأْتُ اللّحم بالسِّكِّين هَذْءاً: قَطعتُه. (هذب) الهاء والذال والباء: كلمةٌ تدلُّ على تَنقِيَةِ شيءٍ مما يَعِيبه. يقال: شيءٌ مهذَّبٌ: منقَّىً مما يَعِيبُه. وأصله الإهذاب: السُّرعةُ في الطَّيَرانِ والعَدْو، ومعناه أنّه لا يُمكِنُ التعلُّق به. يقال مَرَّ الفرَسُ يُهْذِبُ. ومَشَى الهَيْذَبَى. كذلك المهذَّبُ لا يُتعلّق منه بعَيب. والله أعلمُ بالصَّواب.
(هرس) الهاء والراء والسين: أصلٌ صحيح يدلُّ على دَقٍّ وهَزْمٍ في الشَّيء. وهَرَسْت الشّيءَ: دقَقْتُه. ومنه الهَرِيسة. والمِهْراسُ: حجرٌ منقورٌ، لعلّهُ يُدَقُّ فيه الشيء، وربَّما كان مستطيلاً يُتوَضَّأُ منه. والهَِرْس: الثَّوب الخَلَق، وهذا على معنى التَّشبيه، كأنّه قد هُرِس. والمَهارِيس: الإبلُ الشِّداد تَهرُسُ الشيءَ عند الأكل. والهَرِسُ: الأسدُ الشَّديد، كأنّه يَهرُسُ ما لَقِي. قال: شَديدَ السَّاعدينِ أخا وِثابٍ *** شديداً أسرُهُ هَرِساً هَمُوسا
وأمّا الهَرَاسُ فشَجرٌ ذو شوكٍ. وهو شاذٌّ عن هذا القياس. قال: * طِباقَ الكلابِ يَطَأْنَ الهَرَاسا * (هرش) الهاء والراء والشين: كلمةٌ واحدة، هي مُهارَشة الكلابِ: تحريش بعضها على بعض. ومنه يُقاس التَّهريش، وهو الإفساد بين النّاس. ومما ليس من هذا الباب هَرْشَى: هَضْبَةٌ معروفة. قال: خُذُوا صدرَ هَرْشَى [أوقَفَاها فإنَّه *** كِلا جانِبَيْ هَرْشَى] لهُنَّ طرِيقُ (هرص) الهاء والراء والصاد ليس بشيء، إلا أنهم يقولون: الهَرِيصَة: مُستنقع الماء. (هرض) الهاء والراء والضاد، سبيلُه سبيلُ ما قبلَه، إلاّ أنَّ أبا بكرٍ زعم أن الهَرَض: الحَصَفُ يخرُج بالإنسان من الحَرّ. قال: وهَرَضْتُ الثَّوْبَ: مَزَّقتُه. (هرط) الهاء والراء والطاء شيءٌ يدلُّ على اختصامٍ وتشاتُمٍ. وتهارطَ الرّجلانِ. تَشَاتَمَا. وهَرَطَ في كلامِه: خَلَّطَ. (هرع) الهاء والراء والعين: أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حركةٍ واضطراب. وأُهْرِعَ الرّجُلُ: ارتَعَدَ فَرَقاً. وسمِّيَ الأحمقُ هَيْرَعاً لاضطرابِ رائِهِ. ويمكن أنَّ الهاء فيه زائدة، فيكون من باب يَرَع. ويقال الهِرْياع: سَفِير الشَّجرِ، لأنَّه مضطرِبٌ تحمِلُهُ الرِّيحُ من موضعٍ إلى موضع. ومن الباب: الهَرِع: الدَّمعُ أو الدّمُ الجارِي. وتَهَرَّعَتِ الرِّماحُ: أقبلَتْ شوارِعَ. وهم يُهْرَعُون إليه، أي يُساقُون. ومما ليس من الباب الهَرْعة: دُوَيْبَّة. يقال لها هَرِيعٌ وهريع. (هرف) الهاء والراء والفاء. يقولون: الهَرْف كالهَذَيَان بالثَّناء على الإنسان إعجاباً به. يقولون: "لا تَهْرِفْ بما لا تَعْرِف". ويقولون: هَرَّفَت النَّخْلَةُ، إذا عجَّلت إتاءَها. وما أُرَى هذه الكلمةَ عربيّة. (هرل) الهاء والراء واللام. يقولون: الهَرْوَلة بين المَشْي والعَدْو. (هرم) الهاء والراء والميم كلمتان: إحداهما الهَرَم: كِبَر السّنّ. ويقال: الهَرِمَة: اللّبُؤَة. وابن هِرْمَةَ: آخِرُ ولَدِ الرّجل. والأخرى الهُرْمانُ: العَقْل. (هرو) الهاء والراء والحرف المعتلّ والمهموز، بابٌ لم يُوضَع على قِياسٍ، وأُصولُ كلمه متباينة وممَّا جاء منه: هَرَوْتَهُ بالهرَاوة: ضربتُه بها. وهَرَّيتُ العمامةَ: صَفَّرْتُها. قال ابنُ دريد: الهَرْوُ لا أصْلَ لـه في العربيَّة، إلاَّ أنَّ أبا مالكٍ جاء بحرفٍ أنكره أهلُ اللُّغة. قال: هَرَوْتُ اللّحمَ: أنضَجْتُه. وإنما هو هَرَأْته. ومن المهموز الهُرَاء: المَنْطِق الفاسِد. يقال: أهْرَأَ الرّجُل في مَنطِقِه. قال: لها بَشَرٌ مثل الحرير ومنطِقٌ *** رخيمُ الحواشِي لا هُراءٌ ولا نَزْرُ
وتهرَّأَ اللّحمُ: طُبِخَ حتى يتساقَطَ عن العظْم. وهَرَأَه البَردُ: أصابَتْهُ شِدَّتُه، وكذا أهرأه. (هرب) الهاء والراء والباء كلمةٌ واحدة، هي هَرَب، إذا فَرّ. وما له هاربٌ ولا قاربٌ، أي صادرٌ عن الماء ولا وارد، أي لا شيءَ له. (هرت) الهاء والراء والتاء: كلمةٌ تدلُّ على سَعَةٍ في شَيء. فالهَرَت: سَعَة الشِّدْق. والهَرِيت: المرأةُ المُفْضَاة. (هرج) الهاء والراء والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على اختلاطٍ وتخليط. منه هَرَّجَ الرَّجُل في حَدِيثه: خَلَّط. ويقاس على هذا فيقال لِلْقَتْل هَرْج، بسكون الراء. قال: ليتَ شِعرِي أَأَوَّلُ الهَرْج هذا *** أم زمانٌ من فِتْنَةٍ غيرِ هَرْجِ
والهَرَج بفتح الراء: أن تُظْلِمَ عينُ البَعِيرِ من شِدَّةِ الحر. والهَرْج: عَدْوُ الفرسِ بِسُرْعة، مرَّ يَهْرِجُ. والأرض المِهراجُ: الحَسَنَة النَّباتِ التفَّ بعضُه ببعض. ومما ليس من هذا بعيداً منه: هَرّجْتُ السَّبُعَ: صِحْت به. (هرد) الهاء والراء والدال كلماتٌ تدلُّ على معالجةِ شيءٍ بصِبْغ أو ما أشبَهَه. وثوبٌ مَهرودٌ: صُبِغَ أصْفَرَ. وهَرَّدْتُ الثّوبَ شققته. وهَرَدْت عِرضَه: ثَلَبتُه. وهَرّدْتُ اللّحمَ: أنضجتُه شيئاً، تهريداً.
(هزع) الهاء والزاء والعين أصلانِ يدلُّ أحدهما على وَحْشَة، والآخر على اضطرابٍ وكَسْر. الأوَّل قولهم: مَضَى هَزِيعٌ من الليل، أي طائفةٌ منه. وتهزَّعَ فلانٌ لفلان: تنكَّرَ. قال الخليل: هو من هزيع اللّيل، لأنَّ تلكَ ساعةُ وَحْشةٍ. والآخر قولهم: تهَزَّعت القناةُ: اضطربَتْ. وتهَزَّعَت المرأة: تثَنَّتْ. قال: * مِثْلَ القَطاةِ لَدْنَةَ التَّهَزُّعِ * وتهزَّعَ السَّيْفُ: اضطَرَب. وتَهَزَّعت الإبلُ في سَيرِها: اهتزَّتْ. وهَزَعتُ العَظمَ: كسرتُه. والمِهْزَع: الأسدُ الحَطُوم. قال: كأنَّهُمُ يَخشَونَ مِنكَ مذرَّباً *** بحَلْيَةَ مشبوحَ الذِّراعينِ مِهزَعا
ومما شذَّ عن البابين الأهْزَع: السَّهم يَبقى في الكِنانة، لأنَّه أردَؤُها، وقيل يكون أجودَها. ويقولون: ما لَه أهْزَعُ، أي ماله شيء. (هزف) الهاء والزاء والفاء كلمة واحدة. الهِزَفُّ: الظلِيم. وذكر ابنُ دريد: هَزَفته الرِّيح: طارَتْ به. (هزق) الهاء والزاء والقاف، كلماتٌ في قياسٍ واحد. امرأةٌ هزقة: لا تستقِرّ. وكذلك المِهْزاق. والهَزِق: الرَّعد. وأهْزَقَ الرَّجُل: ضحِكَ. وحِمَارٌ هَزِقٌ: كثير الاستِنان. (هزل) الهاء والزاء واللام كلمتان في قياسٍ واحد، يدُلاّنِ على ضَعف. فالهَزْل: نقيض الجِدّ. والهُزَال: خِلاف السِّمَن. يقال: هَزَلْتُ دابّتي وقد هُزِلت. وهَزَلَ في مَنطِقِه. وأهْزَل: وقع في ماله الهُزَال. (هزم) الهاء والزاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على غَمْز وكَسْر. فالهَزْم: أن تَغْمِزَ الشيءَ بيدك فيَنْهَزمَ إلى داخل، كالقِثّاءةِ والبِطِّيخة. ومنه الهَزِيمة في الحَرْب. وغيثٌ هَزِيم: متبعِّق. وهَزِيم الرَّعدِ: صوتُه، كأنّه يتكسَّر، من قولهم: تهزَّمَ السِّقاء: يَبِس فتشقَّقَ. ومن الباب اهتَزَمْتُ الشَّاةَ: ذبحتُها. والهَزْمة: ما تطامَنَ منَ الأرض. ومما ليس من هذا القياس المِهزام: عُودٌ يُجعلُ في رأسه نارٌ، تلعب به صِبيانُ الأعراب. قال جرير: * وتَلْعَبُ المِهزاما * (هزن) الهاء والزاء والنون ليس فيه إلا هَوازِن: قبيلة. يقولون: الهَوْزَن: الغُبار. والهَوْزَن: طائر. (هزأ) الهاء والزاء والهمزة كلمة واحدة. يقال:هَزِئَ واستهزَأَ، إذا سَخِرَ. (هزب) الهاء والزاء والباء كلمةٌ واحدة. الهَوْزَبُ: البعير المُسِنّ، في قول الأعشى: والهَوْزَبَ العَودَ أمتطِيهِ بها *** والعَنْتَرِيسَ الوَجناءَ* والجملاَ (هزج) الهاء والزاء والجيم: أصلٌ صحيح يدلُّ على صوت. يقولون: الهَزَج: صوت الرَّعد، وبه شُبِّه الهَزَج من الأغاني. قال: * كأنّها جاريةٌ تَهَزَّجُ * وتهزَّجَت القوسُ، [إذا صَوَّتَتْ] عند الإنباض. قال الكميت: بأهازيجَ من أغانيِّها الجُـ *** ـشِّ وإتباعِها الزَّفِِيرَ الطَّحِيرا
وفرسٌ هَزِجٌ: في مَشيهِ سُرعة، كأنَّه يُذهَب إلى ما يُسمَع من حَفِيفِه. (هزر) الهاء والزاء والراء يدلُّ على غمزٍ وكسرٍ وضَرْبٍ. وهَزَره بعصاه هَزَرَاتٍ: ضربَه. وهَزَرَه: غَمَزَه. وإنّ فلاناً لذُو هَزَراتٍ وكَسَرَاتٍ، إذا كان يُغْبَن في كلِّ شَيء. قال: إلاّ تَدَعْ هَزَرَاتٍ لسْتَ تَارِكَها *** تُخْلَعْ ثِيابُكَ لا ضَأنٌ ولا إبلُ والله أعلم.
(هسم) الهاء والسين والميم. قال أبو بكر: الهَسْم: [مثل الهَشْم]. وهَسَمه يهسِمه هَسْماً: كسره. والله أعلم.
(هشم) الهاء والشين والميم أصلٌ يدلُّ على كسْر الشَّيء الأجوفِ وغيرِ الأجوف وهشَمْتُهُ هَشْماً. والهاشِمَة: الشَّجَّة تَهْشِمُ عظمَ الرّأْس. ومُجْمَعٌ على أن هاشماً سمِّي به لأنَّه هَشَمَ الثرِيد، واسمه عَمرو. والهشيم من النَّبات: اليابس المتكسِّر. ورجلٌ هشِيمٌ: ضعيف البَدَن. وربما قالوا: تهشَّمَ فُلانٌ على فلان، أي تعطَّفَ. وهو من الباب. واهتَشَمَ ما في ضَرع النّاقة: احتَلَبَه، وهو القياس. (هشل) الهاء والشين واللام. يقولون: الهَشِيلة: البَعير يأخذُه الرّجُل من غير إذنِ صاحِبِه يبلُغ به حيث يريدُه ثم يردُّه. قال: وكلُّ هَشِيلةٍ ما دمتُ حيّاً *** عليَّ محرّمٌ إلاّ الجمال (هشر) الهاء والشين والراء: كلمتان: الهَيْشَر: نَبت. وهَشَر النّاقةَ: حَلَبَ كلَّ ما في ضَرعِها. والله أعلم.
(هصم) الهاء والصاد والميم: كلمةٌ تدلُّ على الكسر، هَصَمْتُ الشّيءَ: كسَرتُه. وبه سمِّي الأسد هَيْصَما. والله أعلم. (هصر) الهاء والصاد والراء: يدلُّ على قَبضٍ على شَيء وإمالتِه. وهَصَرتُ العُود، إذا أخذْتَه برأسِهِ فأمَلْتَه إليك. قال: * هَصَرْتُ بغصنٍ ذي شَمارِيخَ مَيّالِ * وبذلك سمِّي الأسَدُ هَصُوراً وهَيْصراً وهَصَّاراً.
(هضل) الهاء والضاد واللام ليس فيه إلا الهَيضَلة، وهي الجماعة المتسلِّحة ذاتُ الجَلَبة. وربَّما قالوا للناقة العظيمة: هَيضَلة. (هضم) الهاء والضاد والميم: أصلٌ صحيح يدلُّ على كَسرٍ وضَغطٍ وتداخُل. وهضَمت الشّيءَ هضماً: كسرتُه. ومِزمارٌ مُهَضَّم، لأنَّه فيما يزعمون أكسارٌ يضمُّ بعضُها إلى بعض. والهاضوم: الذي يَهضِم الطَّعام، وأُراه مولَّداً. وكشحٌ مُهضَّم. وامرأةٌ هضيمة الكَشْحَين: لطيفَتُهما، كأنَّهما ضُغِطا. والهَضَم: انضمامُ أعْلَى البطن، وهو في الخيل عَيب. قال الأصمعيّ: "لم يسبِق الحَلْبةَ فرسٌ أهضَمُ قَطّ". والطّلْع الهضِيم: الدَّاخلُ بعضُه في بعض وهَضَمتُ لك مِن حقِّي طائفةً: تركتُه. والمتهضِّم: الظالم. والأهضام: بُطونٌ من الأودية، سمِّيت بذلك لغموضها، الواحد هِضْمٌ. فأمَّا الأهضام من الطِّيب.. (هضب) الهاء والضاد والباء يدلُّ على اتِّساعٍ وكَثرةٍ وفيض. منه الهَضْبة: المَطْرة العظيمةُ القَطْر. والهِضَبُّ: الفَرسُ الكثير العَرَق. وهَضَباتٌ طُوَالات. [والهَضْبَة]: الأكَمَة* الملساء. والله أعلم بالصواب.
(هطع) الهاء والطاء والعين: أُصَيلٌ يدلُّ على إقبالٍ على الشّيء وانقياد. يقال: هَطَعَ الرّجلُ على الشَّيء ببصره: أقبَلَ. وأهطعَ البعيرُ: صَوَّبَ عنقَه منقاداً. وأهْطَعَ: أسْرَعَ. (هطل) الهاء والطاء واللام: كلمةٌ تدلُّ على تتابُع في قَطْر وغيره. وهَطَلَ المطرُ هَطلاناً: تتابَعَ، وكذلك الدَّمعُ. وديمةٌ هطْلاء. وإبلُ هَطْلَى: تجيءُ رويداً متتابِعة. وكذلك يقولون للمُعْيِي منها: هَطِل. (هطر) الهاء والطاء والراء. يقولون الهَطْر: الضَّرب بالخشب( 2). وهطره يَهْطِرُه هَطْراً. والله أعلم.
(هعر) الهاء والعين والراء وهذا لا يكون إلاَّ بدخيل. يقولون: الهَيْعَرة: النَّزِقة من النِّساء. والهَيعَرة: الغُول. والهَيْعَرُور: الدَّاهية.
(هفا) الهاء والفاء والحرف المعتل: أصلٌ يدلُّ على ذَهاب شيءٍ في خِفّة وسُرعة. وهَفَا الشيءُ في الهَواءِ يهفُو، إذا ذَهَب، كالصُّوفةِ ونَحوِها. وهفا الظَّليمُ: عَدَا. وهَفَا القلبُ في إثْرِ الشَّيء. وهَوَافِي النَّعَم: ضُلاَّلُه. وهفا الإنسان يهفُو: زَلَّ وذَهبَ عن الصَّواب، وكذلك هفا، إذا جاعَ. والهَفْوة: الزَّلَّة. (هفت) الهاء والفاء والتاء: كلمةٌ تدلُّ على سُقوطِ شيء. وتهافُت الشَّيءِ: تساقُطُه قطعةً [قطعة]. والهَفْت: قطع الدَّم المتهافِتة. وتهافَتَ الفَراشُ في النَّار: تساقَطَ. وكلُّ شيءٍ انخَفَضَ واتَّضَع فقد هَفَت وانهَفَت. ووردَتْ هَفِيتةٌ من النَّاس، وهي التي أقْحمتْهم السّنةُ، فهُمْ ساقِطةٌ. والله أعلم.
(هقل) الهاء والقاف واللام ليس فيه إلاَّ الهِقْل، وهو الفتيُّ من النَّعام. ويقولون: التَّهقُّل: المَشْيُ البطيء. (هقم) الهاء والقاف والميم: يدلُّ على اتِّساعٍ وعِظَم. ويقال للبحر هِقَمٌّ، لعِظَمِه وبُعْدِ قَعرِه. وصوتُه هَيْقَم. قال: * كالبَحر يَدعُو هَيْقَماً وهَيْقَما * ويقال: الهِقَمُّ: الرَّجُل الكثير الأكل. ويقال: الهَيْقم: الظَّليم العظيم. (هقب) الهاء والقاف والباء. يقولون: الهِقَبُّ: الضَّخْم الطَّويل الرَّغيب البطن. وقال أبو بكر: الهِقَبُّ: الصُّلب. والهَقَب: السَّعة. (هقع) الهاء والقاف والعين. فيه ثلاث كلمات: الهَقْعَة: نجمٌ من منازل القَمَر. والكلمة الأخرى الهَقْعة: دائرة تكون بزَور الفرَس. قال: وقد يَركبُ المهقوعَ مَنْ لَسْتَ مثلَه *** وقد يركب المهقوع زَوجُ حَصانِ والكلمة الأخرى: اهتُقِعَ لونُه، مثل امتُقِعَ.
(هكل) الهاء والكاف واللام يدلُّ على إشرافٍ وعُلُوٍّ. منه الهَيْكَل: الفَرَسُ الطَّويل. قال: وقد أغدُو بِطرفٍِ هَيـ *** ـكَلٍ ذي مَيْعَة سَكْبِ (هكم) الهاء والكاف والميم تدلُّ على تقحُّمٍ وتهدُّم. وهَكَم هَكْماً: تقَحَّمَ على النَّاس وتعرَّضَهم بشَرّ. والتهكُّم: التَّهزُّؤ. وتهكَّمَتِ البِئرُ: تهدَّمت. (هكر) الهاء والكاف والراء كلمتان: الهَكْر: العَجَب. قال: * فاعجَبْ لذلكَ رَيْبَ دَهرٍ وَاهْكَرِ * قال الخليل: تقول هَكْراً لَكَ. والكلمة الأخرى: *اعتراءُ النُّعاس. قال: وهَكِر الرّجُل: اعتراه نُعاس وكَلَّ، واستَرخَتْ عِظامُه ومَفاصِلُه. (هكع) الهاء والكاف والعين يدلُّ على تطامُنٍ وخُضوع. وهَكَعت البقَرُ تحتَ ظلِّ الشَّجر من شِدَّة الحرِّ: سكنَتْ. ويقال للعَظْم إذا انكَسَر بعد جَبْرٍ: قد هَكَع. واهتكَع الرّجُل: خَشَع. وهكع اللّيلُ: أرخَى سُدولَه. وذَهَب فما يُدْرَى أينَ هَكَع، كأنَّهُ استَخْفَى وتَوارَى، كما تهقع البقر. والهُكْعَة: الرّجُل العاجز يَهْكَع لكلٍّ، أي يَخشَع. ويقولون: الهُكَاع: السُّعال. وهَكَع يَهْكَعُ هُكاعاً: سَعَلَ.
(هلم) الهاء واللام والميم ليس فيه إلا قولهم هَلُمَّ: كلمة دعوة إلى شَيء. قالوا: وأصلها هَلْ أَؤُمُّ، كلامُ مَن يريد إتيان الطعام، ثمَّ كثُرت حتَّى تكلَّم بها الدَّاعي، مثل قولهم: تَعَالَ، أي اعْلُ، ثمَّ كثُرت حتّى قالها مَن كان أسفَلَ لمن كان فَوق. ويحتمل أنْ يكون معناها هلْ لك في الطَّعام أُمَّ، أي اقصِدْ. والذي عندنا في ذلك أنَّه من الكلام المُشكِل. وقد مرَّ مثلُه. (هلا) الهاء واللام والحرف المعتلّ. يقولون: هَلاَ. كملةٌ تسكَّنُ بها الإناث عند مقارنةِ الفحل إيَّاها. قال: * ألاَ حيِّيا لَيلَى وقُولاَ لها هَلاَ * ويقال: ذهَبَ بذي هِلِيَّان، أي حيث لا يُدرَى. (هلب) الهاء واللام والباء: أصلٌ يدلُّ على سُبوغٍ في شيءٍ وسَعَة. فالهُلْب: ما غلُظ من الشَّعر، كشعر الذَّنَب. وعيشٌ أهْلَبُ: واسع، كما يقال: عيش أزَبُّ. ويومٌ هَلاَّبٌ، إذا كان مطرُه دائماً في لِين. والهَلاَّبة: الرّيح الباردة مع قَطْرٍ، ولذلك يقال لِشدَّة الزمان هُلْبَة. وإنَّما قِيل فرسٌ مهلوبٌ لأنّه قد جُزَّ هُلْبُ ذَنبِه. (هلت) الهاء واللام والتاء. ليس بشيء، إلاَّ أنهم يقولون: الهَلْت: الجماعة. [والهُلاَت]: الاستِرخاء. (هلج) الهاء واللام والجيم ليس بشيء. ويقولون: هَلَج: أتَى بكلامٍ ولا يوثَق به. (هلس) الهاء واللام والسين يدلُّ على إخفاء شيءٍ: من كلامٍ وغيره. يقال: أهْلَسَ في الضَّحِك: أخْفاه. قال: * تضحك مني ضَحِكاً إهلاسَا * وهالَسَ فُلاناً: سارَّهُ. والمهلوسُ: الضَّعيف العَقْل، وهو القياس. والهُلاَس [شِبْه السُّلال من الهُزال]، كأنَّ لحمَه خَفِيَ وتوارَى. ومما شذَّ عن الباب الهَلْس: الخَيْر الكثير. (هلع) الهاء واللام والعين: يدلُّ على سُرعةٍ وحِدَّة. وناقة هِلْوَاعٌ: حديدة سريعة. ونعامةٌ هالِعٌ كذلك. ومنه الهَلَعُ في الإنسان: شِبْه الحِرْص. ورجلٌ هَلِعٌ وهَلُوع. قال ابن السِّكِّيت: رجلٌ هُلْعَة يَهْلَعُ ويَجْزَع سريعاً. ويقال: ما لَهُ هِلَّعٌ ولا هِلَّعة، أي جَدْيٌ ولا عَنَاق، وسمِّيا بذلك لنَزقِهما. (هلف) الهاء واللام والفاء: كلماتٌ متقاربةُ القِياس تدلُّ على كِبَر وضِخَم. والهِلَّوفُ: الشَّيخ الضَّخم. واللِّحيةُ الضخْمة هِلَّوفةٌ، والجمل الكبير هِلَّوْف. (هلك) الهاء واللام والكاف: يدلُّ على كَسْرٍ وسُقوط. منه الهلاك: السُّقوط، ولذلك يقال للميت هَلَكَ. واهتَلكت القَطاةُ خَوْفَ البازِي: رمَتْ بنَفْسها على المهالك. فأمَّا قول الهذليّ: * ولا هُلُكِ المفارِشِ عُزَّل * فيقول: ليس أمَّهاتُهم أمَّهات سَوء. وامرأةٌ هَلوكٌ، إذا تَهالكت في غُنْجها متكسِّرة. ولا يقال رجلٌ هلوك. والمُهْتَلِك: الذي يَهتلِك أبداً إلى مَن يكفُلُه، وناسٌ مهتلكون وهُلاَّك. وقول الحُطيئة: مُستَهلِكُ الوِرْدِ كالأسْدِيِّ قد جَعَلَتْ *** أيدِي المطيِّ به عاديّةً رُغُبَا
قالوا: مسهتلِك: جادٌّ والقياسُ لا يدلُّ إلاَّ على ما ذكرناه في صِفة القطاة إذا* اهتلكَتْ من خَوف البازي. والأرضُ الهَلَكِينُ: الجَدْبة. والهَلَك: الشَّيء الهالك. والهَلَك: المَهْوَى بين الجبلَين. قال ذو الرُّمَّة: تَرَى قُرْطَهَا في واضِحِ اللِّيتِ مُشْرِفاً *** على هَلَكٍ في نَفْنَفٍ يَتَطَوَّحُ
أمَّا الهالكي فالحدَّاد، يقولون: نُسِبَ إلى الهالك بن عَمرو بن أسد بن خُزَيمة، وكان يَعْمَل الحديد، ولذلك قيل لبني أسدٍ: القُيُون.
(همن) الهاء والميم والنون ليس بشيء. فأمّا المُهيمِن، وهو الشاهد فليس من هذا، إنَّما هو من باب أمن، والهاء مبدلة من همزة. (همي) الهاء والميم والحرف المعتلُّ يدلُّ على ذَهابِ شيءٍ على وَجهه. وهَمَى الماءُ: سال. وهَمَتِ الماشيةُ تَهمِي: ذهبَتْ على وجهها لِرَعيٍ أو غيرِه. وفي الحديث: "إنَّا نُصيبُ هَوامِيَ الإبل": الضَّوالّ. وإذا همز* تغيَّر المعنى. تقول: تهمّأ الثّوبُ: بلِي. (همج) الهاء والميم والجيم: أصلٌ يدلُّ على اختلاطٍ واضطراب. فالهامج: المتروك يموجُ بعضُهُ في بعض. قال: * يَعيثُ فيه هَمَجٌ هامجُ * وقول أبي ذؤيب: * موَلَّعة بالطُّرَّتينِ هَمِيجُ * فيقال: الهميج: كلُّ لونينِ اختَلَطا. ومن الباب الهَمَج: البَعوض، ويقال لرُذَالِ النَّاس الهَمَج تشبيهاً. والهَمَجُ: الدَّبَا من الجراد. [و] يقال: أهْمَجَ الفرسُ إهماجاً: اضطرَبَ في جَريِه. والهَمَج: الجُوع، لما يعتري صاحبَه من الاختلاط والاضطراب. قال: * قد هَلكَتْ جارتُنا من الهَمَجْ * وهمَجَت الإبل، ورَدَت الماء فَشرِبَتْ منه. ويقال: الهَمَجَة: الشَّاة المهزولة، كأنها شُبِّهت بالبَعوضة. (همد) الهاء والميم والدال: أصلٌ يدلُّ على خمودِ شيء. وهَمَدت النار: طَفِئَتْ البَتّة. وأرضٌ هامدة: لا نباتَ بها. ونباتٌ هامد: يابس. والإهماد: الإقامة بالمكان. ومما شذَّ عن هذا الباب قول من قال: إنَّ الإهماد: السُّرعة في المَشْي. قال: * ما كانَ إلاَّ طَلَقُ الإهمادِ * (همذ) الهاء والميم والذال، يدلُّ على سُرعة. يقال الهَماذِيُّ: السُّرعة. [و] هَماذِيُّ المطرِ: شِدَّته. (همر) الهاء والميم والراء: أصلٌ يدلُّ على صَبٍّ وانصباب. وهَمَر دمْعه. وهَمَرَ الدّمعُ وانهمَرَ: سالَ. وفلانٌ يُهامِر الشَّيء، إذا أخذه جَرْفا. وهَمَر في كلامِهِ: أكثَرَ. وهو مِهمارٌ، أي كثير الكلام. وهَمَر له من مالِهِ، كأنَّه صَبّه له صَبَّاً. (همز) الهاء والميم والزاء كلمةٌ تدلُّ على ضَغْطٍ وعَصْر. وهمَزْت الشَّيءَ في كفِّي. ومنه الهَمز في الكلام، كأنَّه يَضْغَط الحرف. ويقولون: همزَ بِهِ الأرض. وقوسٌ هَمْزَى: شديدةُ الدَّفعِ للسَّهم. والهمَّاز: العَيَّاب، وكذا الهُمَزَة. قال: تُدْلِي بوُدِّيَ إذْ لاقَيتَنِي كذِباً *** وإنْ أُغيَّبْ فأنت الهامزُ اللُّمَزَهْ
وَهمْزُ الشَّيطان كالمُوتَة تَغلِبُ على قَلْب الإنسان تَذهب به. (همس) الهاء والميم والسين يدلُّ على خَفاءِ صَوتٍ وحِسٍّ. منه الهَمْس: الصَّوت الخفِيّ. وهَمْسُ الأقدام أخفَى ما يكونُ من وطءِ القدَم. وأمَّا قولُهم الهَمَّاس: الأسَد الشَّديد، فمِنْ هذا عندنا أيضاً، لأنّه إنَّما يُراد به هَمْسُه إمَّا في وَطْئه وإمَّا في عَضِّه. قال: * عادتْه خَبْطٌ وعضٌّ هَمّاسْ * (همش) الهاء والميم والشين: أصلٌ يدلُّ على سرعةِ عملٍ أو كلام. يقولون: الهَمِش: السَريع العَمَلِ بأصابِعِه. وامرأةٌ هَمشَى الحديثِ، إذا تسرَّعَتْ فيه. قال: أيَّام زينب لا خفيفٌ حِلْمُها *** هَمَشَى الحديثِ ولا رَوَادٌ سَلْفَعُ والهَمْش: حلبٌ بسرعة. والهَمش: الصَّوت والجَلَبة. (همط) الهاء والميم والطاء ليس بأصلٍ، إلا أنّهم يقولون: هَمَطَ: خَلَطَ بين الباطِل والظُّلم. وأهمَطَ عِرْضَ فلانٍ: شَتَمه. (همع) الهاء والميم والعين. يدلُّ على سَيلانِ شيء. وهَمَعَت العينُ: سالَ دمعُها. وتهمَّعَ الرَّجلُ: تباكى. وسحابٌ هَمِع: ماطر. ويقال: الهِمْيَع: الموتُ الوَحِيّ. (همق) الهاء والميم والقاف: كلمة واحدة. يقولون: كَلأٌ هَمِقٌ: هَشٌّ. (همك) الهاء والميم والكاف: كلمةٌ واحدة. انهمَكَ في الأمر: جَدَّ ولَجّ. (همل) الهاء والميم واللام: أصلٌ واحد. أهْمَلْتُ الشّيء، إذا خلَّيتَ بينه وبين نَفْسِهِ. والهَمَلُ: السُّدَى. والهَمَل: المال لا مانعَ لـه. وهمَلَت العينُ، مثل هَمَرَتْ. والله أعلمُ بالصَّواب.
(هنا) الهاء والنون والحرف المعتلّ، فيه كلماتٌ مشكلة، وأشياء ليس لها قياس. يقولون: هنا كلمة تقريب، وهاهُنا تبعيد. فأمَّا قول امرئ القيس: وحديثُ الرَّكب يوم هُنَا *** وحديثٌ ما على قِصَرِهْ
فقد اختُلِف فيه، فقيل إنّه اليوم الماضي، وهو على التّقريب، يقول: عهدي بهم يومَ هُنا. ويقال بل هو اللَّعِب. ويقال هُنا: موضعٌ. وهَنٌ: كلمةُ كنايةٍ، تقول: أتاه هَنٌ، وفي فلانٍ هَنَاتٌ، أي خَصَلات شرّ، ولا يقال في الخَير. (هنأ) الهاء والنون والهمزة: يدلُّ على إصابةِ خيرٍ من غير مشقّة. فالهَنْء: العَطِيَّةُ، وهو مصدرٌ والاسم الهِنْء. والهَنِئ: الأمر يأتيك من غير مشقة. وما كان هذا الطعام هنيئاً ولقد هَنُؤ. وهَنِئت الماشيةُ: أصابَتْ حظَّاً من بَقْل. وإبلٌ هَنْأَى. وأمّا الهِناءُ فضَربٌ من القَطِران. هَنَأْتُ البَعيرَ، وناقَةٌ مَهْنوءَة. وممكن أن يسمَّى بذلك لما فيه من الشِّفاء. ومما ليس من الباب مضى هِنْءٌ من اللَّيل، أي طائفة. (هنب) الهاء والنون والباء، ليس فيه إلاَّ هِنْبٌ: اسمُ رجلٍ. وذكر ابن دريد أن الهَنَب: الوَخامَة والثِّقَل. يقال امرأة هَنْباء: بلهاء. قال: * مجنونةٌ هُنَّباءٌ بنتُ مجنونِ * (هند) الهاء والنون والدال ليس بقياسٍ، وفيه أسماءٌ موضوعةٌ وضعاً، فهِند: اسمُ امرأةٍ. وهُنَيدةُ: مائةٌ من الإبل. قال: أعطَوْا هُنيدةَ يحدوها ثمانيةٌ *** ما في عَطائِهمُ مَنٌّ ولا سرفُ
ويقال للمائتين هِنْد. أمَّا قولهم: هَنَّدَتْ فلانةُ قلبي: ذهبت به، وهنَّدَتْ فلانةُ فلاناً: أورثَتْهُ عِشقاً بمغازَلةِ- فكلامٌ لا يعرَّج عليه. وقولهم: التَّهنيد: شَحْذُ السيف المهنَّد، إنما هو طبع على سيوف الهِند. (هنع) الهاء والنون والعين: كلمةٌ تدلُّ على تطامُنٍ في شيء. فالهَنَع: تطامُنٌ في العُنُق. وأكَمَةٌ هَنْعاء: قصيرة. وظَلِيمٌ أهنَعُ: في عُنُقِهِ تطامُن والهَنْعَةُ: سِمَةٌ في مُنخَفَض العُنُق. والهَنْعة: كوكب. (هنف) الهاء والنون والفاء: كلمةٌ واحدة: هي المُهانَفَة: الضَّحِك فوق التبسُّم. قالوا: ولا يقال للرَّجُل تَهانَفَ؛ فهو نعتٌ في ضحك النِّساء خاصَّةً، حكاه الخليل. ويقال: بل التَّهانُف: ضَحِك المستهزِئ. (هنق) الهاء والنون والقاف. حكى ابنُ دريد: الهَنَق: شبه الضَّجَرِ يعترِي الإنسان. وأنشد: * أهنَقَني اليومَ وفَوْق الإهْناقْ * (هنم) الهاء والنون والميم. الصحيح فيه أن الهَيْنمَة: الصَّوْتُ الخفيّ. [قال]: ولا أشْهَدُ الهُجْر والقائليه *** إذا هُمْ بهينمةٍ هَتْمَلُوا
ومما قد ذكر: الهِنَّمَة: خرَزةٌ يؤخَّذ بها.
من ذلك الرجل (الهِبْلع): الأكُول. وهذه منحوتةٌ من كلمتين: هلع وبلع. فالهَلَع: الحرص، والبَلْع: بلْع المأكول. ومنه (الهِدْلِقُ): المسترخِي، وهي منحوتة من هَدِل، أي استرخَى واستَرْسَلَ؛ ودَلَق، إذا خَرَج من المكان الذي كان به. ومنه (الهِبْرِقيّ): الحدّاد أو الصَّائغ، وهي منحوتة من هَبَر وبَرَق، كأنّه يَهْبِرُ الحديد، أي يقطعه ويُصْلِحه حتى يبرُق. ومنه (الهِلْقام): الضَّخم الواسع البَطْن، وهو من هقم، من البحر الهَيْقَم: الواسع، ولَقم من لَقْم الشَّيء. ومنه (الهزرقة): أسْوَأُ الضَّحِك، وهو مما زيدت فيه الراء، وإنما هو من هَزِق إذا ضَحِك، وقد فُسِّر. ومنه (الهَبْرَكَة) النَّاعمة، والكاف زائدة من هَبْر اللَّحم. يقول: لحمها كثير. ومنه (الهَمْرَجَة): الاختلاط، وهو من ثلاث كلمات: هَمَج، وهرج، ومرج، قد فسّرت كلها. وهَمْرَجْتُ عليه الخبرَ همرجَةً، مثل خلّطته. ومنه (الهِلْباجة): الأحمق، واللام فيه زائدة، وإنَّما هو من الهَبَج. وقد قلنا: التهبُّج: الاختلاط والثِّقل. ومنه (الهِزْلاج): الذِّئب الخفيف وزيدت فيه الهاء، من زَلَج كما يزلج السَّهم ومن الأزلِّ أيضاً، وهو الأرسح الخفيف المؤخر. ومنه عجوز (هَمَّرِشٌ) من همَّ وهرش، أي هِمَّةٌ سيّئة الخلق، تهارش. ومنه (الهِرْشَمّ): الحجر الرّخو، والراء فيه زائدة، من الهشم، كأنّه ينهشم سريعاً. ومنه (الهِرماس): الأسد، والميم فيه زائدة، وإنَّما هو من هَرسَ، كأنّه يحطِّم ما لقي. ومنه (الهِزَبْر): الأسد، زيدت فيه الهاء، من برز أي إنَّه مبارِز. ومنه (الهَذْرمة): سُرعة الكلام من هَذر وهَذَم، وقد فُسِّرا. ومنه (الهَمَرْجَلُ): الفرس الجوادُ، من هَمَر وهَجَل، كأنَّه يَهْمِرُ في جَريِه ويَهجل. ومنه (الهِرجاب): الطَّويل، والباء فيه زائدة، من هَرَج. وقد قلنا إنَّ هذا بناء يدل على اضطراب. ومنه (الهِجْرِع): الخفيف الأحمق، من هرع وهجع. والهَرِع: المتسرِّع. والهجع: الأحمق. ومنه (الهَجَنَّع): الشَّيخ، والجيم زائدة، من الهَنَع، وهو التَّطامُن، كأنَّه خلُقه قد تطامَنَ. ويوصف به الظَّليمُ وغيره. ومنه (الهَطَّلع): الرَّجُل الطويل، زيدت فيه الهاء، من طلع. ومنه (اهْرَمَّعَ) الماءُ. سال، من هَمَع وهَرِع، وكلاهما سال. وكذا اهْرَمَّعَ الرَّجُل: أسرَعَ. ومما وضع وضعاً ولا نعلم له قياساً: (الهَمَلَّع): الذي توقع خُطاه توقيعاً شديداً. و(الهَبَنْقَع): الأحمقُ يجلِسُ على أطراف أصابِعِه يَسأل. وقد قَعَدَ الهَبَنْقَعةَ. و(هَبَنَّقَة): رجلٌ يُضرَب به المثلُ في الحمق. والهِبْنيق: الوَصيف. [و] (الهِرْكَوْلَة): المرأة الجَسيمة. و(الهِلكسُ) الذي حكاه ابنُ دريد وهو الرجُل الدنيّ الأخلاق. و(الهِجْرس): ولـد الثَّعلب. و(الهيْجُمانَة): الذَّرَّة. و(الهِرْشَفَّة): العجوز البالية، والدَّلو الخَلَق). و[لَيْسَ] له (هَلْبَسيسٌ)، أي شيء. و(الهِرْطال): الطويل. و(الهِرْدَبُّ): الجَبَان. و(الهِدَمْلَة): رملة. و(هَرْثَمَة) الأسد: أنْفُه وخَطْمُه. وشعرُهُ (هَرَاميلُ)، إذا سقَطَ. و(الهَنابث): الأُمور الشَّدائد. والله أعلمُ بحقائق الأمور. (تم كتاب الهاء، والله أعلم بالصَّواب)
(وج) الواو والجيم ليس إلاّ "وَجّ" بلدُ الطَّائِفِ. وفي الحديث: "آخِر وطأة وطِئَها الله تعالى بوَجّ"، يريد غَزَاةَ الطَّائِف. (وخ) الواو والخاء. يدلُّ على اختلاطٍ واضطراب. ورجلٌ وَخْواخٌ مختلطٌ ضعيف. قال: *لم أكُ في قومِي امرأً وَخْواخَا * (ود) الواو والدال: كلمةٌ تدلُّ على مَحَبَّةٍ. وَدِدْتُه: أحببته. ووَدِدْتُ أنَّ ذاك كان، إذا تمنَّيْتَه، أَوَدُّ فيهما جميعاً. وفي المحبَّة الوُدُّ، وفي التَّمنِّي الوَدَادة. وهو وَديدُ فلانٍ، أي يُحِبُّه. فأمَّا الوَدُّ: [فـ] الوَتِد. وقد ذكر. (وز) الواو والزاء: حرفٌ [يدلُّ على] خِفَّة وسُرعة. ورجلٌ وَزْوازٌ: خفيف. قال أبو بكر: الوَزْوَزة: الخِفّة والسُّرعة. (وس) الواو والسين: كلمةٌ تدلُّ على صوتٍ غير رفيع. يقال لصوت الحَلْي: وَسْوَاسٌ. وهَمْسُ الصَّائِد وَسواسٌ. وإغواء الشّيطان ابنَ آدم وسواس. قال في الصَّائد: [فبات] يُشْئِزُهُ ثَأْدٌ ويُسْهِرُه *** تذاؤُب الرِّيحِ والوَسواسُ والهَِضَِبُ (وش) الواو والشين: كلمةٌ واحدة. الوَشوشة: الاختلاط، ورجلٌ وَشْواش. (وص) الواو والصاد: كلمةٌ تدلُّ على نَظَرٍ من خَرْق، أو خَرْق يُنظَر منه. الوَصْواص: البُرْقع. وَوَصْوَص الجَرو: فَتَّح عينيه. ووصْوصَ فلانٌ: نَظَر بعينيه يصغِّرهما. وحجارة الأياديمِ، أي متونِ الأرض: وَصاوِصُ على التَّشبيه، لأنَّها تبرُق كالعُيون. قال: * بِصُلَّباتٍ تَقِصُ الوَصاوِصا * (وط) الواو والطاء: كلمةٌ واحدة، هي الوَطْواط: الخُطَّاف، وبه سمِّي الجَبانُ وَطواطاً. قال أبو بكر: الوَطْوَطة: الضَّعف. (وع) الواو والعين: كلمةٌ تدلُّ على صَوت. يقال وَعْوَعَ الذِّئْبُ وعلى التَّشبيه يقال للشَّهم الظَّريف: وَعْوَعِيٌّ. وكلُّ صوتٍ مختلطٍ: وَعْوَاعٌ. قال: * فيَظلُّ منه القومُ في وَعواعِ * (ول) الواو واللام. والولولة: الإعوالُ وأصواتُ النِّساء بالبكاء. (وه) الواو والهاء. ليس فيه إلا وَهْوَه الحِمارُ حَولَ عانَتِه شفقةً عليها. قال: * مقتَدِرُ الضَّيعةِ وَهْوَاهُ الشَّفَقْ *
(ويح) الواو والياء والحاء. يقال وَيْح: كلمةُ رحمةٍ لمن تنـزل به بَليّة. قال الخليل: لم يسمع على بنائه إلاَّ وَيْح، ووَيْس، وَوَيْه، وَوَيْل، وَوَيْب. وهي متقارِبة المعنى.
(وأب) الواو والهمزة والباء: كلمتانِ تدلُّ إحداهما على تقعير شيء، والأخرى على غَضَب. فالأولى: الحافر الوأْب: المُقعَّب. والوَأْبة: نُقَيرةٌ في صَخرةٍ تُمسِك الماء. والكلمة الأخرى أوْأَبْتُ فلاناً: أغضَبْتُه. ويقال إنَّ الإبَةَ منه. (وأد) الواو والهمزة والدال: كلمةٌ تدلُّ على إثقال شيءٍ بشيء. يقال للإبل إذا مَشَت بثَقَلِها: لها وئيدٌ. قال: * ما للجمالِ مشيَُِهَا وَئيدَا * أي مشياً بِثِقَل. والموءودة من هذا، لأنَّها تُدفَن حيّة، فهي تُثْقَل بالتُّراب الذي يعلوها. وَأدَها يَئِدُها وَأْداً. ومن ذلك قوله: * وأحْيَا الوَئيدَ فلم يُوأدِ * (وأر) الواو والهمزة والراء. يقولون: استَوْأَرت الإبلُ: تتابعت. وذهب أبو إسحاقَ الزَّجّاجُ إلى أنَّ أصل الباب شِدَّة الحرّ. قال: وَوَئِرَ يَومُنا: اشتدّ حرّه وأَراً. [و] يومٌ وئِرٌ. قال: ومنه الإرةُ: حفرةٌ تكون لمُستَوْقَد النّار وَوَأر المكانَ: اتَّخَذَ حفرةً للنّار. قال: والوَأْر: شِدّة الفزَع، كأنّه فَزَعٌ يُحرِق من شِدّته. ووأرْتُه أئِرُهُ وَأْراً: أفزَعْته. ووُئِرَ زَيدٌ: ذُعِر. (وأص) الواو والهمزة والصاد. يقولون: ما أدري أي الوَئِيصَةِ هو، أيْ أيُّ الناس هو. والوئيصة: الجماعة. (وأق) الواو والهمزة والقاف. يقولون: الوَأْق: الصُّرَد. قال: ولقد غَدَوْتُ وكنت لا *** أغدو على وأقٍ وحاتِمْ
(وأل) الواو والهمزة واللام: كلمةٌ تدلُّ على تجمُّع والتجاء. يقال استوأَلَتِ الإبلُ: اجتَمَعَتْ. والمَوْئِل: الملجأ مِن وألَ إليه يَئِلُ. والوَأْلَة: البَنَّة من البَعر المتجمِّع. (وأم) الواو والهمزة والميم. كلمةٌ تدلُّ على موافَقَة ومقاربة. يقولون: الوِئام: الموافَقة؛ ووَاءَمْتُه. ومَثَلُهم: * لولا الوئامُ هَلَكَ الأنامُ * (وأه) الواو والهمزة والهاء: كلمة يقولونَ عند استطابة الشَّيء: واهاً له. (وأي) الواو والهمزة والياء كلمتان متباينتان: الأولى الوَعْد، يقال وأيْته أئيهِ وَأْياً، وهو صادق الوَأْي. والثانية تدلُّ على قُوَّةٍ أو تجمُّعٍ وعِظَم. يقال حِمارٌ وَأَىً: قويٌّ، وكذلك الفَرَس. وقِدرٌ وئِيَّة: عظيمة. وقول أوس: وحَطّت كما حَطَّت وَئِيّةُ تاجرٍ *** وهَى عِقدُها فارفضَّ منها الطَّوائف
ويقال الوَئِيَّةُ: الجُوالِق. والله أعلم.
(وبخ) الواو والباء والخاء كلمة واحدة. وبَّخه: لامَه، توبيخاً. (وبد) الواو والباء والدال كلمةٌ تدلُّ على سُوءِ حال. يقال: أرضٌ وَبِدةٌ، إذا ساءت حالُ أهلِها. ويقولون: الوَبْد: نُقرةٌ في صخرة. ورجُلٌ مُسْتَوْبِدُ المكان: جاهلٌ به. (وبر) الواو والباء والراء كلماتٌ لا تَنقاس، بل هي منفردة. فالوَبَر معروفٌ. والوَبْر: دابّةٌ. وبناتُ أوْبَرَ: شِبْهُ الكَمء الصغار. وما بالدار وابِرٌ، أي أحد. وحكى بعضُهم: وبَّر في منْزلهِ توبيراً: لم يبرحه. ووَبْرٌ: أحد أيّامِ العجوز. (وبش) الواو والباء والشين كلمةٌ تدلُّ على اختلاط. يقال: جاءَ أوباشٌ من النّاس، أي أخلاط. وأوبَشَت الأرض: اختلَطَ نباتُها. (وبص) الواو والباء والصاد: يدلُّ على ظُهورِ شيءٍ في بَريق. وَبَصَ يَبِص: بَرَق. وقد أوبَصْتُ ناري. ووَبَّصَ الجُِرو: فتح عينَيه. وأوبَصَتِ الأرضُ: ظَهَر نباتُها، كأنَّه يَلمَعُ. ومما شذ عن هذا: إنَّ فُلاناً لَوابِصَةُ سَمعٍ، إذا كان يَسمعُ الكلامَ فيعتمدُه ويظنُّه. (وبط) الواو والباء والطاء: كلمة تدلُّ على ضَعف. يقال: وَبَِطَ رأيُه: ضعف. والوابِطْ: الجَبان. ووَبَطَنِي فلانٌ عن حاجتي: حبَسَني. (وبق) الواو والباء والقاف كلمتان. يقال لكلِّ شيء حَالَ بين شيئيْن مَوْبِق. والكلمة الأخرى: وَبَقَ: هَلَك. وأوْبَقَه الله. ويقال: المَوْبِق: المَوْعِد. (وبل) الواو والباء واللام: أصلٌ يدلُّ على شدّةٍ في شَيءٍ وتجمُّع. الوَبْل والوابل: المَطَر الشَّديد. ويقال: وَبَلَتِ السَّماء: أتَتْ بوابلٍ. قال: * إن ديَّمُوا جادَ وإنْ جَادُوا وَبَلْ * ووَبَلَةُ الشَّيءِ: ثِقَلُه. ومنه يقال شيءٌ وبيلٌ أي وخيم. واستَوْبَلْتُ البلدَ، إذا لم يوافقْكَ وإن كنت مُحبّاً. والوَبيل: الضَّرْبُ الشَّديد. والوَبيل: الرّجُل الثَّقيل في أمرٍ يتولاّه لا يُصلِحه. والمَوْبل: الأمْعَزُ الشَّديد. والوَبيل: خَشَبَةُ القَصَّار التي يدُقُّ بها الثِّياب. والوبيل: الحُزْمة من الحَطَب. ويقال: الوَبيل الكلأ رطباً كان أو يابساً. والوابلة: عَظْمُ مَفْصِل الرُّكبة. (وبأ) الواو والباء والهمزة كلمةٌ واحدة. هي الوَبَاء. وأرضٌ وَبِئَةٌ على فَعِلة وقد وَبِئَت، وموبوءةٌ وقد وُبِئَتْ. وقولهم: وَبأْتُ إليه وأوبَأْتُ، أي أشرتُ، من باب الإبدال، والأصل الميم. وقد أنشدوا بالباء: تَرَى النَّاسَ ما سِرنا يَسيرون خلْفَنا *** وإنْ نحنُ أوْبأْنا إلى النَّاس وقَّفُوا
(وتح) الواو والتاء والحاء: كلمةٌ تدلُّ على قِلَّة في شيء. فالوتْح والوتَح القليل. يقال وَتَحَ العَطِيَّة. وتوتَّحْتُ من الشراب: شربت منه قليلاً. وأوتَحْتُ حَظَّه: أقلَلْتُه. (وتد) الواو والتاء والدال: كلمةٌ واحدة، هي الوَتِد، يقال: وَتَدَهُ، وتِدْ وتِدَكَ. ويقال وَتْد أيضاً. ووَتِد الأذن: الذي في باطِنِها كأنَّه وَتِد. (وتر) الواو والتاء والراء: باب* لم تَجِئْ كلمُهُ على قياسٍ واحد، بل هي مفرداتٌ لا تتشابَه. فالوَتِيرة: غُرَّة الفَرَس مستديرةً. والوَتِيرة: شَيء يُتعلَّم عليه الطَّعن. والوَتيرة: المداوَمَة على الشَّيء، يقال: هو على وتيرة. والوَتر: الذَّحْل، يقال وَتَرْتُه أتِرُهُ وَتْراً. والوِتر والوَتْر: الفَرد. ووَترُ القَوسِ معروفٌ. يقال وَتَرْتها وأوْتَرتها. والوَتَرة: طرَفُ الأنف. أمَّا المواتَرَة في الأشياء فقال اللِّحيانيّ: لا تكون مواترةً إلا إذا وقعت بينهما فَتْرة، وإلاَّ فهي مُدارَكَة. ويقال: ناقَةٌ مُواتِرةٌ: تضَعُ ركبتَها، ثمَّ تمكُث ثمّ تضَعُ الأخرى. (وتش) الواو والتاء والشين. الوَتْش: القليل الرُّذالُ من كلِّ شيء. والله أعلم بالصَّواب. (وتغ) الواو والتاء والغين: كلمةٌ تدلُّ على إثمٍ وبليَّة. فالوتَغ: الإثم. وأوْتَغَه: ألقاه في بَليَّة. ووتِغَ وَتَغاً: هلَكَ. وأوتَغَه: أهلكه. (وتن) الواو والتاء والنون: كلمةٌ تدل على ثَباتٍ ومُلازَمة. وَاتَنَ الأمرَ: لازَمَه. وماءٌ واتِنٌ: دائم. ومنه الوَتِين: عرقٌ ملازمٌ للقَلْبِ يَسقِيه.
(وثج) الواو والثاء والجيم يدلُّ على اكتنازٍ. ووَثُجَ الفَرسُ وَثاجةً: اكتنَزَ لحمُه، وهو وَثيجٌ. واستَوْثَجَ نَبْتُ الأرضِ: عَلِقَ بعضُه بعضاً. وأرضٌ مُؤتثِجةٌ: كثيرة الكلأ. (وثر) الواو والثاء والراء: كلمةٌ تدلُّ على وَطاءةٍ في شَيء. وفِراشٌ وَثْرٌ ووَثِيرٌ: وطِيٌّ. والمَياثِر: ثيابٌ حمرٌ تكون في مراكب الأعاجم. وقولهم: وثَرَ الجملُ النَّاقة: ضرَبَها، كأنَّها له فراشٌ وثير. (وثق) الواو والثاء والقاف كلمةٌ تدلُّ على عَقْدٍ وإحكام. ووثَّقْت الشّيءَ: أحكَمْتُه. وناقةٌ موثَّقَة الخَلْق. والمِيثاق: العَهدُ المُحكَم. وهو ثِقَةٌ. وقد وَثِقْتُ به. (وثل) الواو والثاء واللام كلمة. يقولون: الوَثِيل: اللِّيف أو رِشاءٌ يتخَذ منه. (وثم) الواو والثاء والميم: أصلٌ يدلُّ على جَمعٍ وتجمُّع. والأصل الوَثِيمة: الحَجَر. يقولون: والذِي أخرَجَ النّارَ من الوثيمة. ثم يقال للحُزْمة من الحَشيش وَثِيمة. يقال ثِمْ، أي اجْمَعْ. والوَثِيم: المكتنِزُ لحماً. (وثن) الواو والثاء والنون. كلمةٌ واحدة، هي الوَثَن واحد الأوثان: حِجارةٌ كانت تُعْبَد. وأصلها قولهم استَوْثَنَ الشّيءُ: قَوِيَ. وأوْثَنَ فلانٌ الحِمْلَ: كَثَّره. وأوثَنْتُ له: أعطيتُه جزيلاً. (وثأ) الواو والثاء والهمزة، ليس فيه إلاَّ وُثِئَتْ يدُه، وهي موثوءة. (وثب) الواو والثاء والباء يدلُّ في لُغة العرب على الظَّفْر، إلاّ في لغاتٍ من لُغات حِمْير فإنَّه بخلاف هذا. ووَثَب من مكانه: طَفَر. وفي لغةِ حمير يقولون لمن قَعَدَ: قد وثَب. وإذا أمَروا بالقُعُودِ فالواثِب. ويقولون للملِك إذا قَعَدَ ولم يَغْزُ: المَوْثَبان. ويقولون: وَثَّبَهُ وِسادةً: ألقاها له ليَقعُدَ عليها.
(وجح) الواو والجيم والحاء. كلمةٌ تدلُّ على سَتر شيءٍ لشيء. وكلُّ ما استَتَرتَ به وِجاح ووَجاح. ويقال الوجاح: الشَّخص، لأنَّ كلَّ شخصٍ يستُر ما وراءه. ومنه: حفَرتُ حتَّى أوْجَحْت، أي بلغت الصَّفا. والصَّفا يستُر ما تَحتَه ويمنعُه. (وجد) الواو والجيم والدال، يدلُّ على أصلٍ واحد، وهو الشي يُلفيه. ووَجَدْتُ الضَّالَّة وِجْداناً. [وحكى بعضُهم: وجَدتُ في الغضَب وِجداناً]. وأنشد: كِلانا ردَّ صاحبَهُ بيأْسٍ *** على حَنَقٍ ووِجدانٍ شديدِ
(وجذ) الواو والجيم والذال. كلمةٌ صحيحة، هي الوَجْذ، نُقرة في الصَّخرة، والجمع وِجاذ. وبلغنا أنَّه يقال، أوجَذَه على الأمر، أكْرَهَه. (وجر) الواو والجيم* والراء كلمةٌ تدلُّ على جنسٍ من السَّقْي. ووَجَرْت الصَّبيَّ الدَّواء وأوجرتُه. ويستعيرونه فيقولون، أوْجَرْتُه الرُّمحَ، إذا طعنتَه في صَدرِه. والوِجار، سَرَبُ الضَّبُع، لأنَّها تَغِيب فيه كما يغيب المشروب في الحَلْق. (وجز) الواو والجيم والزاء كلمةٌ واحدة. يقال كلامٌ وَجْزٌ ووجيز. وربَّما قالوا: توجَّزْتُ الشَّيءَ، مثل تنجَّزْت. (وجس) الواو والجيم والسين: كلمةٌ تدلُّ على إحساسٍ بشيءٍ وتسمُّعٍ له. تَوَجَّس الشَّيءَ: أحَسَّ به فتسمَّعَ لـه. قال الله تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} [ طه 67]. ثمَّ قال ذو الرُّمَّة: * إذا توجَّسَ * ومما شذَّ عن هذا وهو من الكلام المُشكِل: قولهم: لا أفعَلُه سَجِيسَ الأوْجَسِ: الدَّهْر. وما ذُقْتُ عِنده أوجَسَ، أي شيئاً من الطَّعام. (وجع) الواو والجيم والعين: كلمةٌ واحدة، هي الوَجَع: اسمٌ يجمع المرض كلَّه. وهو ييجَع وياجَعُ، وأنت تِيجع من كذا. وقال رائدٌ من الرُّوَّاد: "رأيتُ كَلأً تِيجَعُ لـه كَبِدُ المُصْرِم". وهو وَجِعٌ وقومٌ وَجَاعَى. وأنا أوْجَعُ رأسي، ويُوجِعُني رأسي. وتوجّعت له: رَثَيت. ويقولون: إنَّ الوَجْعاء: السَّهُ. (وجم) الواو والجيم والميم: يدلُّ على سكوتٍ في اهتمام. ووَجَم من الأمرِ يَكرَهُه: أسْكَتَ لـه. وفي الحديث: "ما لي أراكَ واجماً". ويقولون: يومٌ وجيم: شديد الحَرّ، وفيه نظر. ومصدرهُ الوَجْمُ والوجوم. (وجن) الواو والجيم والنون يدلُّ على صلابةٍ في الشّيء. ومنه الوَجِين: العارض من الأرض يَنقاد، وهو صُلْبٌ، وبه سمِّيت الناقة وَجْناء. وقياس وَجْنَةِ الإنسان منه، لأنَّ فيها صلابةً وشِدّة، والجمع وَجَنات. وربَّما سمَّوْا شَطَّ الوادِي وَجِيناً. ووَجَن ثوبَه: ضَربَه بالمِيجَنَة، هي الخشَبةُ يُدَقُّ بها. (وجه) الواو والجيم والهاء: أصلٌ واحد يدلُّ على مقابلةٍ لشيء. والوجه مستقبِلٌ لكلِّ شيء. يقال وَجْه الرّجلِ وغَيره. وربَّما عُبِّر عن الذات بالوَجْه. [و] تقول: وَجْهي إليك. قال: أستغفِرُ اللهَ ذَنْباً لستُ مُحْصِيَهُ *** ربَّ العِبادِ إليه الوَجْهُ والعَمَلُ
وواجهتُ فلاناً: جعلتُ وجهي تِلقاءَ وجهه. ومن الباب قولُهم: هو وجيهٌ بيِّنُ الجاه. والجاه مقلوبٌ. والوِجهة: كلُّ موضعٍ استقبلتَه. قال الله تعالى: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ} [البقرة 148]. ووجَّهت الشَّيءَ: جعلتُه على جهة. وأصل جِهَتهِ وِجْهَته. والتَّوجيه: أن تَحفِر تحت القِثَّاءَة أو البِطِّيخة ثم تُضجِعَها. وتَوجَّهَ الشَّيْخُ: ولَّى وأدْبَر، كأنَّه أقْبَلَ بوجهه على الآخر. ويقال للمُهْر إذا خَرَجَتْ يداه من الرّحم: وَجِيهٌ. (وجي) الواو والجيم والحرف المعتلّ: يقولون: تركتُه وما في قلبي منه أوْجَى، أي يَئِسْتُ منه. ويقولون: سألتُه فأوجَى عليَّ، أي بَخِلَ عَلَيَّ. (وجب) الواو والجيم والباء: أصلٌ واحد، يدلُّ على سُقوط الشيء ووُقوعِه، ثم يتفرَّع. ووَجَب البيعُ وُجوباً: حَقَّ ووَقَع. ووَجَب الميِّت: سقَط، والقتِيلُ واجب. وفي الحديث: "فإذا وجَبَ فلا تَبكِيَنَّ باكية"، أي إذا ماتَ. وقال الله في النَّسائك: {فَإذَا وَجَبَتْ جُنُوبُها} [الحج 26]. قال قيس: أطاعتْ بنو عوفٍ أميراً نهاهُمُ *** عن السَّلْمِ حَتَّى كان أوَّلَ واجبِ
وَجَب الحائطُ: سقَطَ، وجْبَةً. والوجيبة: أن تُوجِبَ البيعَ، في أن تأخذ منه بعضاً في كلِّ يوم، فإذا فَرَغَ قيل: اسْتَوْفَى وَجِيبتَه. ويقولون: الوَجْبُ: الجَبَان. قال: * طلوبُ الأعادِي لا سَؤومٌ ولا وَجْبُ * سمِّي به لأنَّه كالسَّاقط. ويقولون المُوَجِّب: النَّاقة لا تنبعث من كثرة لحمها. ومن الباب المُوَجِّب من النُّوق: التي يَنعقِد اللِّبَأُ في ضَرعها. وأمَّا وَجِيبُ القَلْب فمن الإبدال، والأصل الوجيف، وقد مَرَّ.
|